Sunday 21 July 2013

بمناسبة تجاهل وفاة الاعلامي المتميز عبد الله محمود…

بمناسبة تجاهل وفاة الاعلامي المتميز عبد الله محمود با أعيد نشر هذا المنشور كمساهمة مني في تسليط الضوء علي اعلام العهر العمومي :


—–


bwm21071023


تدجين الشعوب والتأثير علي عقولهم من خلال وسائل الاعلام العمومية مسألة يجب البحث فيها وتسليط الضوء عليها فوسائل الإعلام لها دورها الخطير في قلب الحقائق وتخدير الشعوب وهذا ماظلت تلعبه وسائل الإعلام العمومية في موريتانيا منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم، فالمختار ولد داداه حسب الإذاعة الموريتانية هو أبو الدولة الموريتانية والزعيم الأوحد ومن يعارضه إما خائن أوشيوعي كافر وطبيعي أن يقتل إذا خرج في مظاهرات سلمية عمالية يطالب فيها بمساواته في الحقوق مع العمال الفرنسيين وزوجته “ماري 13″ هي المثال الأعلى للموريتانيين والموريتانيات دائما حسب الإذاعة، والمقدم ولد هيدالة هو الرئيس العادل و”هيدالة شيخ الرجالة” حسب تلك المؤسسات ولاحديث فيها عن سجونه ومعتقلاته ولاصوت فيها يعلو على صوت “هياكل تهذيب الجماهير”.


وظل الإعلام العمومي وفيا لدوره ف “معاوية الخير” هو باني نهضة موريتانيا وماحي الأمية ومحرر المرأة ومن ينتقده معارض حاقد وحظه الحرمان من الظهور في وسائل الإعلام حتى ولو كانت فنانة تريد أن تتغنى بالخريف أو الصحاري لكنها غنت لمعارض له مع بداية عهد ديمقراطية الحزب الجمهوري.


وقد ضاق الموريتانيون ذرعا بهذا الإعلام الفاشل وأعرضوا عن مشاهدته فجاء العسكريون في انقلابهم سنة 2005 ليدخلوا من هذا الباب لخطب ود الموريتانيين ويحدثوا نقلة نوعية في حريته لأنه لم يكن لديهم ما يخسروه خلال المرحلة الانتقالية مادام الشعب قد صدق خدعتهم ورغبتهم في الإصلاح وترك لهم السياسيون قيادة تلك المرحلة الانتقالية ،ثم تعززت تلك الحرية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في عهد أول رئيس مدني منتخب بشكل لافت ومهم حيث أصبح من الممكن أن يطلق عليه ولو مجازا إعلاما عموميا مفتوحا لجميع الموريتانيين على اختلافهم.


ولم تعمر تلك الحرية سوى 17 شهرا حيث نكص من جديد على عقبيه مع أول يوم من أيام انقلاب 06 أغسطس 2008 وذهل الموريتانيون في مساء ذلك اليوم وهم يطالعون التلفزيون الرسمي أو يستمعون إلى الإذاعة غير مصدقين ما يرونه أو يسمعونه وكأن أيام المختار رحمه الله أو هيدالة أو معاوية قد عادت والتاريخ دار إلى الوراء.


ومع مرور الأيام أدرك الجميع أن الانقلابي يومها الجنرال محمد ولد عبد العزيز قد عاد بوسائل الإعلام العمومية أكثر من 100 بل 650 سنة إلى الوراء، وصار حظ من يتابع الإذاعة أو التلفزيون هو الغثيان والحسرة والخوف على مستقبل موريتانيا وهو يتابع حلقات وحوارات لمجموعة من الشخصيات المدنية يحركها الطمع في الوظائف وأموال الدولة فتتبارى في مدح الانقلابات وتتحدث عن أهميتها أحيانا.


وترك بعضهم العنان لخياله فقارن بين الجنرال الفرنسي ديغول والجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي لم يصل إلى المستوى الثانوي في تعليمه وجاءته رتبة “الجنرالية” تسعى إليه بلا تعب، من دون المشاركة في معركة واحدة أو أن يقدر له خوض حرب ولو جنديا احتياطيا ولم يكتب له التاريخ أن تقلد وظيفة عسكرية سامية في قيادة الأركان أو في الداخل يتعلم منها فن الإدارة والقيادة العسكرية أما المدنية فلا حديث عنها هنا.


وتناسى ذلك الجمع من مثقفي الاذاعة والتلفزيون أن وساطة ابن عمه مدير أمن الدولة اعل ولد محمد فال وانتماء زوجته لقبيلة الرئيس معاوية هما المجدافان اللذان ظلا يتلقفان رتبته ونياشينه ويتقاذفانها نحو الأمام في كل مناسبة وبدون مناسبة إلى أن صار مقدما فعقيدا، لكن معاوية رغم دكتاتوريته كان يحترم الجيش الموريتاني فلم يمنحه مهمة قيادية كبيرة ومستقلة قد تسيئ إلى من سبقوه في الجيش الوطني و لم تخرج المهمات الموكلة إليه عن دور الحراسة بشقيها مرافقة الرئيس أولا وقيادة فرقة الحرس الرئاسي ثانيا.


وظلت وسائل الإعلام تفتح بابها للحوار مع شخصيات تمجد الانقلابات وتصف أسوأ وأغبى انقلاب عرفه تاريخ البشرية يوم 06 أغسطس 2008 بأنه حركة تصحيحية ثم لا يكاد الواحد منهم ينهي مقابلته أو حواره ويخرج من مبنى الاذاعة أو التلفزيون حتى يمنح مكافأة بمنصب سامي وكأن له أن يختار بنفسه أو يختار له محسن ولد الحاج بين وزير أومدير أوسفير، وهكذا تتوالى حلقات التلفزيون والإذاعة.


وعقلاء الموريتانيين ومن فيهم بقية من عقل أو صلاح لايكادون يصدقون أن هذا واقعا وليس حلما أو أنهم لا يشهادون فيلما من أفلام الهوليوود أو السينما الهندية.


وهكذا تم إفراغ الدولة من أطرها وإدارييها الأكفاء لتبدأ دولة الفساد وعصر الإنحطاط بحق، فتقلد نجوم وسائل الإعلام وظائفهم في موريتانيا الجديدة، موريتانيا الأعماق، موريتانيا الجنرال.


خرج شيخنا ولد النني من أول برنامج حواري يشارك فيه ويظهر فيه قدرات على شرح ما قيل له قبل ذلك إن إسمه “حركة تصحيحة ” فاصبح دبلوماسيا وقنصلا في دكار، وماكاد السيد محمد هيبتنا ولد سيدي هيبة ينهى مشاركته ومديحه للانقلاب وهجومه على المعارضة في التلفزيون حتى أصبح مديرا لأكبر هيئة اعلامية في البلد يعهد إليها بمراقبة حرية الاعلام وضمان شفافيته وانفتاحه على الجميع موالاة ومعارضة وهي الهيئة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، وأظهر السيد ابو مدين ولد ابات براعة فوق صاحبيه عبر تلك الحوارات فغادرها مسرورا بتوليه الإدارة العامة لعقارات الدولة ، وزاد سيدي محمد الملقب المدير ولد بونة على الثلاثة في تغنيه بالانقلابات وفوائدها وعبقرية الجنرال ذي التعليم الابتدائي فلم يحتج إلى مغادرة وسائل الاعلام بل عين مديرا عاما للوكالة الموريتانية للأنباء التي تمد الإذاعة والتلفزيون ب 90 % من مادتهما الإعلامية.


وحتى لا يظن الموريتانيون أن وسائل الإعلام قد وصلت بعد إلى المنحدر أو أن لمسلسل التردي والهبوط نهاية فقد استضافت لهم السيد حمود ولد عبدي فأعلن بكل فخر منتشيا أمام الجميع أنه مستعد للتصفيق بيده ورجليه للجنرال محمد ولد عبد العزيز وفي الساعات الموالية تم تعيينه على رأس الوكالة الوطنية لدمج الشباب.


واستضاف الصحفي سيدي ولد لمجاد ضيوفا بدا أنه لم يتأكد مسبقا من ولائهم جميعا للجنرال قبل دخولهم الاستديو فكان من بينهم مشاغب خرج عن موضوع المديح والثناء على الجنرال وانقلابه وأسمع مشاهدي التلفزة حديثا نشازا عن ماتعودوا سماعه ذكر فيه خطر الانقلابات ومسئولية العسكريين عن انهيار موريتانيا وعاب على المدنيين سباقهم كل مرة للترحيب بانقلابات العسكريين وتناول حارس القصر الرئاسي بانتقاد لاذع ، فماهي إلا ساعات حتى تم الشطب على البرنامج من مسطرة البرامج الحوارية وطرد الصحفي من التلفزيون وسجن المحاور المشاغب عدة أشهر وتم التحقيق حتى مع بقية المشاركين في تلك الحلقة للتأكد من أنهم لم يتأثروا بذلك الحديث وحتى يتأكد الدرك من استمرار ولائهم ومدحهم للانقلاب.


هذه لوحة تعكس لنا وضع الإعلام العمومي مع بداية أيام حكم الجنرال محمد عبد العزيز ولنا أن نتخيل وضعه مع مرور الأيام.


إن من يتابع التلفزيون الموريتاني بعد سنة 2008 يخيل إليه أنه يتابع إعلاما لدولة من دول أفريقيا أو أميركا اللاتينية لاتزال تعيش في الستينات أو السبعينات من القرن الماضي حيث الدكتاتورية شيئ عادي والمعارض مجرم خائن بطبعه والعالم معزول عن بعضه البعض، ومن قدر له متابعة إذاعتنا الوطنية سنة 2009 فسيظن أنه انتقل ليعيش في واحدة من دول المعسكر الشيوعي حيث هناك زعيم واحد ملهم وحديث عن نهضة اقتصادية وثورة عبقرية ومنجزات عملاقة مع أن كل شيئ في الدولة يسير في طريقه إلى الانهيار.


وجاء عام 2010 ليسوق لوسائل الإعلام العمومية فرصة تاريخية هي مرور خمسين سنة على ذكرى الاستقلال فأظهرت تغطيتها أنها لاتزال تهوي وتهوي باتجاه القاع، لقد أرادت أن تتحدث عن 50 سنة من الاستقلال فتكلمت في بضعة دقائق عن فترة المرحوم المختار ولد دداه وقفزت إلى مابعد الانقلاب الغبي سنة 2008 وبدأت تتكلم عن كل صغيرة وكبيرة وتظهر براعة طاقمها في التزوير وقلب الحقائق وتضليل المستمعين ،ومنحت أسوء سنتان من عمر الدولة المورتانية ساعات طويلة من بث تلك المؤسسات العمومية كانت خلاصتها أن موريتانيا لم تكن دولة إلا بعد حركة التصحيح المباركة سنة 2008 وأنها حققت نهضة خلال سنتين في جميع المجالات عجزت عن تحقيق معشارها على طول سنوات الاستقلال.


ولو قدر للرئيس المختار ولد داداه أنه لايزال على قيد الحياة يوم أعدت وسائل إعلامنا العمومية تغطيتها تلك لفعلت به ما فعلت بالرؤساء من بعده ولاقتصرت ربما على فترة كبولاني كرمز للاستعمار وعلى محمد ولد عبد العزيز كرمز للاستقلال.


ويأتي عام 2011 لتصل معه وسائل إعلامنا العمومية إلى القاع والحضيض فتخرج عن أدبيات المهنة وأخلاقيات الشعب وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف حين تمكنت قوات الجنرال من أن تسجل شبه انتصار مرة واحدة في حربه الطويلة على الجماعات الارهابية بعد أن خسرت 7 مرات، فنشرت صورا لشباب وأطفال لايتجاوز عددهم أصابع اليد تم التمثيل بهم وقتلهم شر قتلة، ولو كان للجماعات الإرهابية وسائل إعلام وعاملتنا بالمثل لنشرت صورا أكثر بشاعة لقتلى جنود جيشنا الوطني قد يزيد عددها عن 40 من أبناءنا الذي لفظوا أنفسهم الزكية في ساحات بعيدة بعضها في بلدان مجاورة بسبب تهور رئيس الفقراء ودخوله في حرب نيابة عن فرنسا وأمريكا كما صرح بذلك الأوربيون أنفسهم وكما نشر في سائل الإعلام وسربه موقع ويكيليكس الشهير.


ولايلوح في الأفق المنظور أن تغير وسائل الإعلام العمومية من منهجها ولا أن تنفتح على بقية الفرقاء لاسيما في المعارضة، والظن بها أن تبقى وفية لخطها الحالي كعادتها إلى أن يتبدل ساكن القصر الرئاسي ليسابق الصحفي تقي الله الأدهم البرق في حفظ الاسم الجديد وإبداله مكان سابقه في نفس التقارير والبرامج والانجازات التي سيصبح بطلها رئيسا للعهد البائد


Rimtoday Rim


المصدر.




Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أقلام التغيير, أخبار Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment