إذا كان ولد الطايع كان لاعبا يتميز بكونه يحرك أحجار الشطرنج بشكل دائم في كل الاتجاهات، فإن سيدي المرابط كان لديه احترام للدين في تسيير الدولة. أما عزيز العسكري فإن يعطي الأوامر في كل شيء دون أن يأخذ برأي أحد.
وهو ما جعل الحديث لا ينقطع عن تغيير محتمل للفريق الذي يعمل معه.
وإذا كان المبدأ المعروف فى السابق للتعديلات الحكومية هو توزيع الحقائب الوزارية على المصفقين بناء على ضغوطات قبلية وتوازنات سياسية، فإن الرئيس اليوم هو وحده من ينتقى الأسماء ويضعها فى مواقعها حسب حساباته الخاصة الذي لا يستطيع أحد أن يفسرها غيره. فهو يستطيع أن يتباهى بأنه حافظ على فريق حكومي مستقر على رأسه وزير أول كان دائما تحت جناحه. ولد محمد لغظف الذي استطاع أن يحافظ على موقعه فى قصره الصيني طيلة الفترة الماضية رغم المطالبات بإقالته. ولد محمد لغظف الذي شاهد رؤوسا تتطاير خلال التعديلات دون أن يضطرب.
والوقت يمر وولاية الرئيس أصبحت على وشك أن تنتهى. والرجل القوي يلعب حاليا آخر أوراقة استعدادا لانتزاع ولاية ثانية. وقد تكون هناك مفاجئة فى أن يتخلى عن هذه الفرضية، وهو أمر محتمل جدا خاصة إذا كان الرجل فى كامل وعيه.
وفى انتظار أن نرى فى الأفق سماء أقل عواصف، يتظاهر الرئيس بأنه لا يضع فى الحسبان الانتخابات القادمة، فى حين أنه يلعب على التمديدات، تاركا لجنة الانتخابات عاجزة عن أخذ قرار يمكن أن يحقق الاجماع.
كل ذلك من خلال الحسابات الخاصة للجنرال السابق الذي يحافظ على صمته تجاه مبادرة مسعود، ويستخدم أغلبيته من أجل إعاقة تقدم هذه المبادرة. والتعديلات المحدودة المتتالية التى شهدتها الأشهر الأخيرة لا تحمل أي مؤشر من مؤشرات الانفتاح نحو حكومة موسعة. أو حتى أن توصلنا إلى اتفاق داكار 2 وذلك أن نعلم ما إذا كان هناك فخ يحكم نصبه الرئيس ورئيس الجمعية الوطنية من أجل الإيقاع بالمنسقية وبالتالي الوصول إلى أن يكسب الرئيس وأغلبيته الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، كما وقع من قبل فى اتفاق داكار 1.
ونحن لسنا بالبعيدين عن مثل هذا السيناريو. ففى الواقع كل الوزراء الحاليين ليست لديهم شعبية كبيرة وإبدالهم بآخرين قد يسهم فى توسيع قاعدة الحزب الحاكم. وبالمحصلة يكون هذا العلاج من خلال الجرعات الصغيرة هو أمر مؤقت فى انتظار التغيير الكبير.
Le rénovateur N° 1530
Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير, أخبار Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير
No comments:
Post a Comment