Tuesday, 7 August 2012

‫#موريتانيا‬‏ قراءة في اللقاء “المهزلة “



مافتئ الجنرال عزيز منذ انقلابه الفاشل الخائن والجبان في 6اغسطس يطل علينا في خطابات ومداخلات وحوارات مملة وعقيمة لا تمت بصلة للواقع المرير الذي يزداد تدهورا يوما بعد يوم ولا تعكس نظرة أو تصورا موضوعيا لرجل يفترض أنه يرأس بلدا بالمفهوم المعاصر.


ولم تكن مهزلة أطار إلآ مثالا حيا على مستوى المغالطة والخداع والتلفيق والديماغوجية وهي كلها أساليب وحيل استطاع من خلالها الجنرال التلاعب بعقول الكثيرين من هذا الشعب المغلوب على أمره وذالك بالتواطئ مع طبقة من المتسيسين والمتثاقفين الذين لا يبدوا أنهم يشعرون في أنفسهم وخز إبرة ضمير حيث تعودنا على وجوههم وتصفيقاتهم في زيارات ول الطايع الكرنفالية فما أشبه الليلة بالبارحة!.


لقد كان حريا بالجنرال وهو في تلك الولاية أن يذهب إلى آحياء مبل أدباي و إفريقيا حيث الفقر والجهل ولم يكن هنالك داع لتنقل كل تلك الوفود اللهم إلآ إذا كان ذالك لغرض إعمار نزل وأماكن السياح التي مضى عليها زمن دون أن تستقبل سياحا أجانب خاصة بعد اختطاف الإسبان على طريق انواذيب.


.

إن متتبعا موضوعيا لتلك المهزلة يدرك منذ الوهلة الأولى كيف أن اللقاء هو مجرد مسرحية سيئة الإخراج.

فبخصوص المداخلات عبر الهاتف لم نلاحظ سوى متدخلين ثمنا ما سمياه بالإنجازات دون طرح أي سؤال.


أما بخصوص أسئلة الصحافة الحرة على قلتها فقد فشل الجنرال كعادته في الإجابة عليها حيث بدا واضحا كيف أنه يتجاهل الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ انقلابه على إرادة الشعب هذا مع العلم أن مجموعة الصحفيين باستثناء مسؤول الإعلام في الحزب “الحاكم “قد أجمعوا من خلال تساؤلاتهم على وجود الأزمة.


وإذا سلمنا جدلا بأن الغرض من اللقاء هو عرض لحصيلة الجنرال من أربع سنوات فإن المثير للاستغراب لهو أنه لم يشر أدنى إشارة إلى قطاع التعليم وما يفترض أنه أنجز بشأنه.وهو قطاع لم يزد الجنرال على أن كرس فيه أبشع أنواع البيروقراطية حيث كلف به أربعة وزراء عجزوا حتى الآن عن تقديم أي تصور أو إستراتجية بهذا الشأن.


وفي ما يلي نورد بعض الملاحظات التي تستحق الوقوف عندها:


لقد بدا الجنرال مرتبكا يبحث عبثا عن الكلمات كما بدا ساخرا ومتهكما أحيانا وهو يرد على الأسئلة خاصة عندما يتحدث عن المعارضة قائلا إن الوسيلة الوحيدة للوصول للحكم هي:


صناديق الاقتراع لكنه سرعان ما تذكر الطريقة الأخرى ليستدرك قائلا بتهكم “ولل الطريقة لخر يغير ماه فصالحهم”


- في معرض حديثه عن ملف الإرث الإنساني قال إن الملف ظل طي الكتملن حتى وصوله وهذا كذب ومغالطة إذا علمنا أن الرئيس سيد ول الشيخ عبد الله هو أول من اعتذر باسم الدولة لضحايا الإرث الإنساني ثم نظم أياما تشاورية حول الموضوع وأخرجه بذالك من دائرة التابوهات.


.

_تحدث الجنرال عن مجموعة المفسدين الذين لم يكونوا يسددوا حسب قوله فواتير الكهرباء والماء_وهي أغنية لا يمل الجنرال تكرارها لكنه يذكرنا بمحلاته المعروفة في لكصر والتي كان محصلو الضرائب يتجنبوها لمجرد أنها ملك له. كما أن الجنرال نسي أن المفسدين يحيطون به من كل جانب حين عينهم مدراء وسفراء ووزراء ورشحهم نوابا وشيوخا إلخ.


.

. -للمرة الثانية نفى الجنرال كما فعل في انواذيب وجود العبودية في موريتانيا لكنه هذه المرة اعترف بوجود الآثار والمخلفات عكسا ما أكده في مهرجان انواذيب ساد جو من الهرج والفوضى والغوغائية في اللقاء حيث تعالت أصوات المؤيدين وبأساليب معهودة في السابق وإن كان البعض قد تجرأ على حمل شعارات مناوئة وهو أسلوب جديد يعكس _حسب تصوري_ درجة من الوعي السياسي.


إن السبب الرئيسي الذي دفع الجنرال إلى الجرأة والتجاسر على الحديث المباشر مع بعض الصحفيين هو أن معارضيه كثيرا ما أشاروا إلى مؤهلاته ومستواه العلمي المتدني مما دفعه دوما إلى محاولة الظهور بوجه آخر وتلك لعمري مغامرة فاشلة حيث أن كل مداخلات الجنرال تعد مدعاة للسخرية والتهكم وهو ما يذكرنا بمداخلة العقيد ول الطايع الشهيرة في قناة “العربية” بعيد الإطاحة به مما أثار سخرية المحلل السياسي المصري الذي كان ضيف البرنامج آنذاك وتساءل كيف استطاع هذا الرجل حكم البلاد ، وكأن قدر هذا البلد أن يظل تحت سيطرة ضباط لم يقدموا له أي خدمة وليس لديهم أدنى مؤهل.


..

لقد نسي الجنرال أحياء الترحيل التي تعتبر جيوبا جديدة من جيوب الفقر والتي كانت نتيجة حتمية للسياسات المرتجلة للجنرال حيث قضى على مستقبل أبناء آلاف لحراطين في انواكشوط وانواذيب.


لقد كانت قناعتي ولا تزال وستظل أن الرجل قضى على حلم طالما راود العديد من أبناء هذا الشعب وأجهض تجربة ديمقراطية كانت كفيلة بأن تفرز لنا طبقة سياسية واعية ورجل دولة مؤهلا لحل العديد من المشاكل التي تهدد وحدة هذا البلد مثل مشكل العبودية ومخلفاتها ومشكل الإرث الإنساني ومشكل التعليم إلخ.


لكن صدمتي تزداد لمجرد أن أسمع هذا الرجل يتكلم با سمنا حتى أقول “ليته سكت ” فوا أسفاه على هذا الشعب!



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment