بدا اختلاف حلقة هذا العام من برنامج لقاء الشعب الذي يمثل الرئيس محمد ولد عبد العزيز ضيفه ومديره، عن حلقة العام الماضي جليا للعيان، حتى في مكان تنظيمه.
فحلقة نواكشوط، على علاتها، استقطبت جمهورا بدا أكثر هدوءا من جمهور حلقة أطار التي استجلبت لها الأغلبية جمهورا من نواكشوط وبعض الولايات الداخلية، ربما لشعورهم بأن جمهور ولاية آدرار قد لا يتفاعل مع الرئيس وفق خطة الإخراج المرسومة للبرنامج، حسب بعض المراقبين.
ويرى البعض أن جمهور حلقة أطار، والذي بدا مشاغبا أكثر من اللازم، كان مكلفا بالتشويش على أسئلة الصحافة المحاورة، خاصة تلك التي لم تكن شريكا في التحضير الذي مورست خلاله ضغوطات كبيرة على الصحفيين المشاركين، حيث أنفقت أموال طائلة توجت بتغطية رديئة وبث متعثر؛ كما صرح مشاهدون.
ويكاد متابعو البرنامج الرئاسي يجمعون على أن الرئيس حاول الظهور بمظهر المرتاح، غير أنه بدا بخلاف ذلك، خاصة أنه ارتدى الزي الرسمي في برنامج مسائي وفي ولاية داخلية وأمام جمهور الشعب.
ولم يربح ساكنة أدرار من تنظيم البرنامج في ولايتهم غير ما تلقوه من شتائم بحق أبنائهم من رجال أعمال، ولم يسلم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، ابن الولاية ورمزها من سب وشتم الرئيس ولد عبد العزيز، رغم أن المتابعين توقعوا لحلقة هذا العام من برنامج لقاء الشعب أن تكون فصلا جديدا في التسامح والتصالح مع الشعب خاصة في ولاية آدرار، وإلا فما الهدف من تنظيمها في أطار، يتساءل أحد سكان حي امباركه واعماره.
ويأتي ظهور حرم الرئيس في الصف الأول وبين الرجال، ليضع ألف علامة استفهام لاحترام ساكنة القصر الرمادي لمشاعر وعادات المجتمع الموريتاني، فالصورة وإن كانت متجاوزة في نواكشوط لاعتبارات خاصة، فإنها تبدو مثيرة للاشمئزاز في مدينة أطار، حيث الولاية المحافظة.
ولم ينجح برنامج الرئيس في إقناعه شخصيا ببناء جسور الثقة بينه وسكان الولاية، حيث لم يبت ليته بين ظهرانيهم، ولم ينظم لقاءات خاصة مع الأطر والوجهاء، كما دأب على ذلك في زيارات مختلف الولايات.
أرقام
وقف المحللون عاجزين عن تقييم مدى صحة ما قاله الرئيس من أن 70 بالمائة من برنامجه الانتخابي قد تحققت، وذلك لأنه برنامج مائع وغير محدد، إذ لا يستطيع المرء الجزم بنسبة تنفيذه.
غير أن البعض لجأ لمحاولة فك رموز ذلك البرنامج من خلال العودة إلى تعهدات سابقة أطلقها الرئيس، وتجلت تلك المحاولات في وضع تساؤلات من قبيل:
ـ هل انجزت 70 بالمائة من 50 ألف وحدة سكنية تعهد الرئيس ببنائها للموظفين؟
ـ هل أنجزت 70 بالمائة من طريق تكند ـ المذرذره، التي تعهد الرئيس بها في حملته الانتخابية سنة 2009؟
ـ هل أنجز 70 بالمائة من توفير المياه لمدينة مكطع لحجار، الذي تعهد به الرئيس في حملته الانتخابية، وتعهد بإنجازه خلال أربعة أشهر (مضت منها 6 أشهر حتى الآن)؟.
ـ هل أنجز 70 بالمائة من تعهد الرئيس بالعودة إلى سكان روصو خلال شهر يونيو، ونحن الآن في شهر أغسطس؟
ـ هل أنجز 70 بالمائة من تعهد الرئيس بتنظيم انتخابات برلمانية وبلدية في آجالها القانونية.. ونحن الآن على أعتاب انقضاء السنة الأولى للبرلمان الجديد المفترض؟
ـ هل أنجز 70 بالمائة من تعهد الرئيس بتهاطل الأمطار خلال موسم الخريف الماضي في برنامج “لقاء الشعب الثاني” في نواكشوط؟
ـ هل أنجزت 70 بالمائة من تعهدات الرئيس بملء السجون من المفسدين خلال حملته الانتخابية؟.. أم أن الإدارة هي التي امتلأت بهم، كما يقول البعض؟
… إلخ
غير أن معارضا اعترف للرئيس بإنجاز أكثر من 70 بالمائة من برنامجه، الذي قال إنه يتضمن نهب ثروات البلد، وتفقير المواطنين، ونشر البطالة، وإثقال كاهل المواطن بالضرائب، وتجميد الرواتب، وتعزيز الفساد في أعلى هرم السلطة، وكبت الحريات، وممارسة التعذيب بحق المتظاهرين السلميين…
وأضاف المعارض قائلا إن برنامج الرئيس إذا كان مغايرا لذلك، كان عليه ألا يعمل على إصابة مؤيديه والمغترين به بالإحباط، لأن برنامجا نفذت منه 70 في المائة، ولم يزد المواطن إلا فقرا على فقر وعجزا على عجز، حري به ألا ينتخب صاحبه أصلا، ولن يكون مستساغا إعادة تزكيته، لأن ال30 بالمائة المتبقية لن تسمن المواطن المسكين ولن تغنيه من من جوع.
يتواصل
السفير
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment