عندما تنتصر الدعوة الي الحق ويستأصل الباطل ويذهب سلطان الكافرين عند ذلك يظهر المنافقون، وهو ما تؤكد عليه شواهد التاريخ الإسلامي، حيث أن حركة النفاق ظهرت في المدينة بعد غزوة بدر ..
ولأن الدعوة دوما يحمل لواءها المستضعفون، وتجابهها الإقطاعيات والمتملقون الباحثون عن لقمة عيش، والطامحون الي منافع ذاتية ومراكز جديدة، -كما هي في الحالة الموريتانية-، فإن المبادرة الانعتاقية التي حاربت لوحدها رغم إمكانيات المحدودة طيلة السنوات الثلاثة الماضية وحررت سعيدا وامباركه ويرك والمختار وغيرهم، لم يتحدث عنها الموريتانيون ولم يثمنوا نضالها من اجل العدالة، بل حاربوها، وفجأة أصبح الجميع يعرفها، وان كان باسم “ايرا”، والفضل يعود الي أبواق النظام من أجهزة وساسة وفقهاء وغيرهم.
اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع علي المحرقة الرمزية لبعض كتب الآراء الفقهية، تخرج علينا بين الفينة والأخرى أقلاما مأجورة وأخرى تعرض نفسها لتكيل الأوصاف والشتائم للتيار الانعتاقي الموريتاني الذي أشرقت شمسه ولن تنطفئ أبدا “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ” صدق الله العظيم.
***
لا شك ان التاريخ يعيد نفسه، وبدا المنافقون يتبوءون الصدارة في واجهة التملق استعدادا لمقاعدهم في النار، “إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار”.
تراوحت مساهمات المنافقين الجدد في حملتهم الشرسة باسم الدين، لإنقاذ صنمهم المتهاوي ضد “ايرا”، شارك فيها مشايخ وموظفون وساسة ومن كل حدب وصوب، ظاهرها الدين وباطنها العنصرية والكراهية، علي من ستطاع قيادة لواء معركة ضد العبودية، واستطاع فرض مفاهيم ومفردات جديدة، وانتزع سلطانهم من علي العبيد، الذين كانوا يسامون سوء العذاب، فحدث ولا حرج.
ولان المنافقون الجدد امتدادا طبيعيا لإسلافهم، هاهم يكررون نفس المنطق وبنفس الروح والسلوك، ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ(12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُون) “. صدق الله العظيم.
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا …. أبشر بطولة سلامة يامربع
المرجفون في موريتانيا حاولوا استغلال محرقة بعض الآراء الفقهية ضد التيار الانعتاقي، لكن الرياح أتت بما لا تشته السفن، فانقلب سحرهم عليهم، وبدو عاجزين أمام المد الانعتاقي المتجسد في وقفات ومسيرات بالآلاف مبددة مزاعم الافاكين “فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ “.
وفرضت المحرقة الرمزية علي الساكتين عن الحق الإقرار بوجود العبودية في موريتانيا، وسمحت بحدوث حراك داخل منظومة فقه النخاسة التقليدية الموريتانية وفي بيوتات السادة، الذين أحرجوا بفتح كتبهم التي استعبدوا بها بشرا ردحا من الزمن لينكشف زيفها.
وتأكد بعد المحرقة أيضا أن المنظومة الإقطاعية الموريتانية متجذرة في صفوف المولاة والمعارضة من عنصر “البيظان” واقلية من “لحراطين” رضت بالخنوع حفاظا علي امتيازات شكلية، لا تبقي ولا تذر.
منافقون.. منافقون.. هم قرروا أنهم منافقون
اليوم وبعد الصدمة التي أحدثها نفض الغبار عن ثمين، بقي التيار الانعتاقي صامدا وحيدا في معركته ضد العبودية والعنصرية، ولن ينال من عزيمته نباح المنافقين التائهين في مرضاة السلطان، متناسين الإسلام والمسلمين.
فليعلم أولك وهؤلاء أن قاطرة الانعتاق انطلقت ولن يوقفها نعيقهم، متمسكين بدستورهم ومواثيقه الثلاثة، حتى يلقون ربهم، “يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 12 ) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ( 13 ) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 14 ) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 15 ). صدق الله العظيم
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment