الحادثة المؤسفة التي تعرض لها العمل الصحفي المهني الموضوعي ، ومست مهمة البحث عن الحقيقة وإيصال المعلومة للجمهور في واحدة من أكثر المناطق الساخنة في العالم خطورة وحاجة للتغطية الصحفية المهنية والمتوازنة، التغطية الشجاعة التي تقتحم المخاطر وتتحدى الظروف، كتلك التي خاطر من أجلها الزميل إسحاق ليسمع صوت الناس البسطاء في أتون معركة ضارية يغطي فيها صوت الرصاص والقنابل على كل صوت آخر.
ورغم الوجه السلبي لهذه الحادثة إلا أنها أظهرت لنا في نفس الوقت أهمية الأخلاق والمهنية والإستقامة في شخصية الصحفي ، تلك الصفاة التي تحلى بها الزميل إسحاق في مختلف مراحل مسيرته المهنية في وقت ندرت فيه هذه الصفاة لدى معظم من يحملون صفة هذه المهنة في بلادنا .
لقد استطاع الزميل إسحاق أن يجمع حوله قلوب الموريتانيين على اختلاف أهوائهم وانتماءاتهم ، حيث لاحظنا تلك الهبة السريعة لمختلف أطياف المجتمع عبر الفضاء الإفتراضي ومن خلال الوقفات ومظاهر التضامن المختلفة التي جمعت الكل كعائلة واحدة حول شخصية الزميل إسحاق ، فمنذ انقطاع الإتصال قبل شهر مع فريق سكاي نيوز عربية في سوريا، تحولت العديد من الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي لتحمل صورة إسحاق فيما رفعت العديد من المواقع الإخبارية الموريتانية تلك الصورة والشعار المطالب بالإفراج عن إسحاق ، وقد حذت التلفزة الموريتانية نفس الحذو، وتتالت الوقفات والنشاطات المطالبة بالحرية لإسحاق وزملائه.
وفي هذا الإطار نحن المنتمون بكل فخر إلى هذه العائلة الكبيرة نحن الذين أسرنا إسحاق بأخلاقه الرفيعة ، لابد أن نتقدم بكل الشكر والإمتنان إلى كل الجهات الرسمية والشعبية التي وقفت وناضلت دفاعا عن القيم والمبادئ والأخلاق التي مثلها الزميل إسحاق ، ونتوجه بالطلب للجميع بمواصلة الجهود حتى يعود إلينا حرا طليقا مدافعا عن الحق منتصرا للمظلوم ساعيا وراء الحقيقة كما كان دائما .
بقلم: محمد يحيى ولد حمود
Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير, سورية Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير, سورية

No comments:
Post a Comment