يا أهلنا الصابرين في ازواد
تمر اليوم ذكرى استقلال بلادنا من الاحتلال المالي،وقبل كل شيء هذه المناسبة هي اعز فرصة علينا، لنعبر عن الوفاء للشهداء الذين وهبوا دماءهم إلى الوطن، في سبيل استقلاله وعزته وكرامته ورخائه وازدهاره، ولهذا فإننا نترحم على ارواحهم الطاهرة، ونسوق إليهم بهذه المناسبة تحية إكبار وإجلال و”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” (صدق الله العظيم)
اتوقف في هذا اليوم المجيد لأعيد التذكير بمسألة على غاية في الاهمية، وهي ان معركتنا اليوم هي معركة استعادة الاستقلال، ولها نعطي كل الاولوية، ونسخّر كل الطاقة، وتحت رايتها نقف جميعا بكل اطيافنا ومشاربنا. نقف كشعب ازوادى من منطلق ” ازواد أولا”.
في ذكرى الاستقلال الأول نجد لزاما علينا تعميق مفاهيم ومضامين ومعاني الاستقلال في النفوس والضمائر والعقول، وذلك بما يعنيه من حقوق لأهل هذا البلد وهذه الأرض. ونحن إذ نشدد على ضرورة تحقيق الاستقلال الثاني من خلال حق “تقرير المصير”، علينا ان نرفع هذا الهدف عاليا ونجعله في مقدمة كل شعاراتنا من دون خجل او خوف.
ان احتفالنا اليوم يرمي الى إعادة الاعتبار للاستقلال، بالنضال لاستعادة دولة الاستقلال والمكاسب الكبيرة،. وإن إعادة الاعتبار للاستقلال عملية لا تتوقف عند اليوم ، بل هي نضال يومي لا ينتهي، والتزام لا رجعة عنه من اجل استعادة السيادة، وقطع الطريق امام اصحاب الدكاكين والمشاريع التصفوية، الذين يريدون ان يتاجروا بالقضية المقدسة.
إن أهل ازواد طردوا الاستعمار المالي وقدموا التضحيات، ليس من اجل ان يستكينوا لاحتلال آخر، وبالتالي علينا ان نعي هذه النقطة جيدا، ولابد من التركيز على أهمية زرع معاني وروحية الاستقلال في ذاكرة الأجيال، لتكون لهم ذاكرة مشتركة.لابد أن نضرب المثال في تذكير الاجيال الصاعدة، بحجم التضحيات التي قدمها المناضلون والمناضلات في سبيل تحرير بلدهم من ربقة الاستعمار، والحديث عن التحديات التي واجهت جلّ الحركات الوطنية لمقاومة المستعمر، وبذل الغالي والنفيس من اجل ان يتحرر ازواد، ولذا فان عيد الاستقلال يقدم لهؤلاء الشباب مواعظ وعبرا تأخذ بعين الاعتبار، ما حفّ بمكاسب الاستقلال من اخطار وتهديدات وتشكيك، حتى وصل الأمر بالاحتلال ان يشطب من القاموس تضحيات اهلكم وثورتهم واستقلالهم.
إن هدف هؤلاء مصادرة استقلالنا وطمس هويتنا الوطنية الازوادية ، التي هي احدى معاني الاستقلال، وذلك لكي يسهل عليهم احتلال بلدنا وممارسة كل اشكال الحماية والوصاية عليه، ونهب ثرواته وتغييب ابنائه كليا عن أي مشاركة فعلية في الحياة السياسية والاقتصادية.
إن ما يثلج الصدر هو، أن الصفحات التي كتبها المناضلون بقيت ناصعة وخالدة، وما نعيشه من حراك وطني سلمي، هو من اجل الذود عن حمى الوطن واستعادته حرا سيدا مستقلا، وهو الدليل على بقاء جذوة الاستقلال حية.
إن هذا اليوم هو مناسبة لتكريم واحياء ذكرى رجالات الاستقلال، و التأكيد على الوفاء للرجال الذين قضوا في سبيل الوطن، من خلال المحافظة على انجازاتهم، وأهمها اليوم استعادة دولة ازواد.
يأخذ احتفالنا بالاستقلال هذه السنة ابعادا مختلفة ومغايرة، لما تعودنا عليه على خلفية التغييرات الكبيرة، التي طرأت على الوضع في ازواد، منذ انطلاق مسيرة الحراك السلمي الظافرة والمنتصرة بعون الله. إن ازواد وهو يحي ذكرى شهداءه ويكرم مناضليه، مدعو اليوم لأن يستخلص من الحقبة التاريخية، ما يصلح لشباب اليوم، الذي عليه ان يرفع كما رفع اجداده واباؤه شعار التحدي، على خلفية ان المستحيل ليس ازواد، وان انتزاع مكانة تحت شمس في عالم يزداد صعوبة وشراسة، هو في متناول جيل التحول، كما كان في متناول جيل التحرير. واملنا كبير بالشباب، الذين يشكلون طاقة التجديد وقوة المواجهة والبناء ورصيد المستقبل.
وفي هذه المناسبة اوجه نداء صريحا لكافة ابناء شعبنا في الداخل والخارج، وأقول لهم انها ساعة الحقيقة، فلن يرحمنا التاريخ والأجيال، إن لم نتحرك لانتزاع استقلالنا. وأهيب بالجميع بذل الجهد والمساعدة كل حسب إمكاناته وطاقته، فالمعركة بحاجة إلى الجميع، ولن تستثني أحدا من انباء ازواد، فمن اجل وحدة الهدف يهون كل شيء. فلنعمل معا يدا بيد، ولتتوحد جهودنا وقوانا، ولنتكاتف بوجه الذين لا يوفرون جهدا من اجل تقسيم صفوفنا، لكي يتسنى لهم استمرار احتلال بلادنا.
إن قوتنا في وحدتنا، وفي تغليب الهدف العام على ما سواه. ولذا علينا ان التمسك بالثوابت الأساسية، التسامح والتصالح، ثوابت الاستقلال، رفض الوصاية وتكرار تجربة السابق. وعلينا أن نكرس في عملنا مبدأ لا حياد عنه وهو أن الخارج الازوادي مكمل للنضال في الداخل، الذي هو صاحب القرار والاستراتيجية، وهو الذي يعمد اهدافه ومبادئة بدماء الشهداء.
اما على صعيد الخارج فإني اود التأكيد، على ان الحوارات والمشاورات مستمرة وجارية، مع ابناء ازواد في الخارج لتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر ازواد،
وستشارك في هذه اللجنة كل الاطياف السياسية والاجتماعية الازوادية في الخارج،
وستتشكل هذه اللجنة بعد التشاور مع الكل واختيار هيئة للاعداد واستقبال الوثائق والمقترحات والمشاريع من كل الاطراف.
إنني في هذه المناسبة اعيد من جديد مناشدتي للاشقاء ، والمجتمع الدولي، وأصحاب الضمائر الحية في كل مكان، من أجل التحرك لرفع الغبن عن شعبنا، ومساندة نضاله العادل والمشروع، لاحقاق حقوقه الثابتة التي كفلها القانون الدولي، وميثاق هيئة الامم المتحدة وشرعية حقوق الانسان. ونهيب بالجميع التدخل لوضع حد للاحتلال، ووقف المجازر وجرائم الحرب، التي ترتكبها حكومة ماليى واعوانها بحق أهلنا المدنيين العزل في ازواد.
يحيا ازواد..
يحيا الاستقلال.
بسبب الظروف العائلية الجديدة
Filed under: مالي, أخبار Tagged: مالي
No comments:
Post a Comment