البحث عن الحقيقة هو أصل هذا العلم//
يقول خبراء هذا الفن الذين التقينا بهم في مدينة نواكشوط وضواحيها إن أصله يعود إلى كون الحكماء قديما حاولوا الحصول على الحقيقة فانقسموا إلى ثلاثة تيارات:
1- تيار اعتبر أن الحقيقة يتوصل إليها عن طريق العدد. ومن هنا نشأ ما يعرف بـ”علم الأوفاق والجداول”. ولهذا التيار حضوره وآثاره في الحضارات القديمة بمصر وبابل والهند، كما أن له حضور قوي في التراث التوراتي وفي تراث الحضارات الفارسية والرومانية واليونانية، ثم الحضارة العربية الإسلامية التي استفادت من ميراث كل تلك الحضارات والثقافات. ومن هنا يجدر التنبيه إلى أن عناصر هذا العلم وتوجهاته المختلفة موجودة في تراث كل هذه الحضارات.
2- تيار اعتبر أن الحقيقة تكمن في اللغة، وأن لكل إسم علاقة بمسماه. وقد لجأ أصحاب هذا التيار إلى الحروف، فبحثوا عن دلالاتها وأسرارها. وبهذا عرفت كلمة “سر الحرف”. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن جميع الكتب المقدسة وأسماء الله الحسنى مركبة من حروف تحتوي على قوة هائلة، يمكن أن تستخدم في أهداف غاية في الصعوبة.
3- تيار اتجه إلى التأمل والتركيز الهائل للذهن. ولهذا التيار تنسب بعض الممارسات الآسيوية كاليوغا.
بعض الحقائق المتعلقة بالجدول
يقوم الجدول على تضعيف رقم معين، حتى يستخرج منه عدد هائل من الأرقام من خلال وضع يسميه أهل السر بـ”القوة”، ولا بد أن تكون القوة المستخدمة للحصول على الحاجة (والتي تحول عن طريق حساب الجمل وتحويلها إلى عدد معين) متطابقة إذا ما تم تحويلها من خانات الجدول. ومثال ذلك أن القوة إذا كانت الرقم 15 سيكون جدولها هو كالتالي:
وتتكون كل عملية من عمليات إنجاز الجدول من ثلاثة أركان هي:
1- الطالب: وهو صاحب الحاجة الراغب في تحقيقها،
2- المطلوب: وهو الحاجة التي يسعى الطالب لتحقيقها،
3- القوة المستخدمة للحصول على الحاجة
وهذه الأركان الثلاثة يتم تحويلها من خلال حساب الجمل إلى أرقام، ثم يتم جمعها ثم تقسم على تسعة (9) وتنزع منها بعد الجمع أربعة (4) وتوضيح ذلك كالتالي:
لنفترض أن اسم الطالب “سيّـد” بياء مشددة ودال مضمومة، وأن المطلوب هو الحصول على ولد. وسنعبر عن القوة المستخدمة لتحقيق هذا الهدف بكلمة “ماء”.
عملية إنجاز الجدول:
أ – جمع حساب الطالب والمطلوب والقوة
الطالب هو “سيد”، ويساوي بحساب الجمل 314
المطلوب “ولد”، ويساوي بحساب الجمل 40
القوة المستخدمة “ماء”، وتساوي بحساب الجمل 42
الطالب + المطلوب + القوة = 314 + 40 + 42 = 396
ب – قسمة الناتج الذي هو 396 على 9
396÷ 9 = 44 ونعني بكلمة تسعة تسع خانات مما يعني أن الجدول سيكون مثلثا
ج – طرح 4 من ناتج العملية أي
44 – 4 = 40
وسيصبح الجدول كالتالي :
نلاحظ أن جميع ناتج خانات الجدول يساوي الرقم 396 الذي هو الطالب.
شروط أخرى لا بد منها في الجدول والوفق
بعد أن يحدد المشرف على إنجاز الجدول أو الوفق الطالب والمطلوب والقوة، وهي عناصر يتفق فيها الجدول والوفق، عليه أن يختار في الجدول اسم الجلالة الذي سيقوم بخدمته أي بذكره والتوجه به لقضاء الحاجة التي يريد، مع تحديد عدد استخدام ذلك الاسم والدعاء المتعلق به.
يقول الشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل ولد مامين في كتابه “نبراس المعنى الغامض في أسماء الله الحسنى”:
(وخاصيته صرف المصائب، وله جدول يقال له “جدول موسى” من شرب غسالته نال الأمان ……).
أما بالنسبة للوفق فيتعلق الأمر بما يعرف في علم الأوفاق بـ”الزيجرة”، وهي الطالع أي الوقت الذي سيتم اختياره لإنجاز الوفق، والبخور أي العطر المناسب للعملية، والمعدن الذي سيوضع في الوفق (قطعة حديد أو نحاس). وقد أشرنا سابقا إلى ما ذكره لمرابط محمذن فال ولد متالي في كتابه “فتح الحق”، من خطورة وحرمة مراعاة الطالع وما يتعلق به من نحس وسعد، وهذا الموقف هو نفسه الذي يتبناه من ذكرنا من أعلام هذا الفن في موريتانيا الذين هم أيضا فقهاء.
يتتابع
بحث/ محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم/ خاص بالمدى
Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment