Wednesday, 12 December 2012

ماذا أصاب السفراء المعتمدين في نواكشوط؟

قد يكون انحراف السفراء مفهوما إذا كانت دوافعه جمع معلومات أو تحيين اخرى تمس مصالح بلدانهم الحيوية وتؤثر في علاقاتهم مع بلد الانتداب، أما أن يقحم السفراء أنفسهم في اتون السجال السياسي والإعلامي بين الفاعلين المحليين فهو أمر مستغرب ومستهجن ومناقض لروح اتفاقيات افينا وغيرها من النصوص الدولية المرعية.


تصوروا أن سفراء فرنسا وإسبانيا والمانيا وممثل الاتحاد الأوروبي تمت استضافتهم في إحدى طاولات التلفزة العمومية المسطحة وتم تمكينهم من اختيار من يحاورهم ومن انتقاء الأسئلة سلفا ليقولوا ما يحلوا لهم وليظهروا كناصحين واعظين مبشرين… حدث هذا فعلا وبث البرنامج وقد يعاد بثه، وقبله أقحم السفراء أو أقحموا أنفسهم في قضية انتقاد الناشط الحقوقي بيرام لبعض التأويلات الفقهية المحلية المتعلقة بالاسترقاق… لم يبق إلا أن يطلق السفراء مبادرة تأييد وينضموا لأحد الأحزاب المهرولة… لقد تجاوزا كل حدود اللياقة وكل حدود الموضوعية وكل حدود التحفظ واصبحوا لا يلوون على شيء… وقد ذكرني أحدهم قبل فترة بمقولتنا الشعبية القائلة بأن “من دخل غابة عليه أن يغرد كما تغرد طيورها” خاصة إذا كان ذلك سيمكنه من تحقيق بعض الأهداف بصورة مباشرة وبأقل كلفة… إنهم يسخرون منا ويرددون في مجالسهم الخاصة أن كل شيء ممكن في بلاد المنكب البرزخي، وانه في غياب المؤسسات لا بديل عن شخصنة الأمور… فحين تغيب المؤسسات وتنعدم المرجعيات يصبح كل شيء ممكنا خارج السياق المعهود… وآخر ما يتوقعه اصحاب السعادة ضيوف التلفزة هو أن نطرح يوما مبدأ المعاملة بالمثل، فسيدعون أن قنواتهم مخصخصة ولا تسمح بالتدخل في مساطر برامجها، وسنوفر عليهم عناء الجدل لأن سفراءنا في بلدانهم ليس لديهم ما يقولونه أو يفعلونه… هم دائما خارج الأضواء يركنون مصالح موريتانيا خلف مصالحهم الشخصية المتغيرة.


لكن في جميع الأحوال على السادة السفراء أن يلتزموا بأدبيات عملهم الديبلوماسي ويحترموا الرأي العام في بلد الانتداب فذلك أضعف الإيمان وتلك أولى حلقات التعاون إذا كانوا فعلا راغبين في أن يستمر تعاوننا وفق قواعد مؤصلة.


اتهامي


ماذا أصاب السفراء المعتمدين في نواكشوط؟.




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment