Saturday, 15 December 2012

أسعار المواد الغذائية تحرق جيوب الفقراء

تواصل الأسعار في موريتانيا الارتفاع الصاروخي بعيدا عن الرقابة الفعلية حسب المتسوقين (تصوير الأخبار)

تواصل الأسعار في موريتانيا الارتفاع الصاروخي بعيدا عن الرقابة الفعلية حسب المتسوقين (تصوير الأخبار)




“ليس من شيء في حياة الناس يرتفع إلا وينخفض يوما ما، تلك سنة الحياة السارية المفعول منذ الأزل، غير أن ما يثير التعجب هو أن هذه القاعدة قد لا تكون متماشية مع أسعار السوق الموريتاني، التي لا تزال تصك أذنيها رغم كل نداءات الوعد والوعيد المستمرة، كما لو أن تلك الصيحات في واد، و السوق الموريتاني في واد أصم لا يسمع إلا من أذن واحدة!!!”.



في السوق الموريتاني ما برحت أسعار المواد الاستهلاكية في ارتفاع مستمر، بالرغم من التحذيرات المستمرة التي يطلقها المهتمون بالشأن الاستهلاكي، ودعوتهم إلى ضبط الأمور عن طريق استيراد رسمي متواصل للمواد الغذائية الضرورية.



أسهم نحو السماء …


بعض المواد الغذائية في سوق "لحموم" وسط العاصمة نواكشوط (تصوير الأخبار)

بعض المواد الغذائية في سوق “لحموم” وسطالعاصمة نواكشوط(تصوير الأخبار)





تشير أسهم أسعار المواد الغذائية في موريتانيا دائما نحو الارتفاع، الذي يفرض نفسه بقوة، بغض النظر عن ظروف المواطنين الفقراء، الذين يشكلون ما نسبته 46% من المجتمع الموريتاني، حسب دراسة مسحية حديثة.



وبموجب المؤشرات التي حصلت عليها وكالة “الأخبار” من الأسواق الشعبية في العاصمة نواكشوط، فإن سعري السكر والأرز متعادلان في الارتفاع حيث يباع الكلغ الواحد بــ “260″ أوقية.



كما يصل شعر كلغ الزيت إلى 520 أوقية، فيما تكون قيمة الكلغ بـــ 1500، أوقية، و الأدهى من كل ذلك أن سعر الكلغ من القمح الذي يعد من أكثر المواد استهلاكا في موريتانيا بـــ 170، أوقية.



مواسم الفرص …


 المواطن الموريتاني محمود ولد امحمد وهو يشتري بعض حاجياته من أحد الدكاكين بسوق لحموم (تصوير الأخبار)

المواطن الموريتاني محمود ولد امحمد وهو يشتري بعض حاجياته من أحد الدكاكين بسوق لحموم (تصوير الأخبار)





في موريتانيا دائما ما يكون التاجر أيا كان يعول على فرصة زمنية سانحة تجعل الناس أمام خيارات محدودة إما أن تشترى الآن، أو تكون من الخاسرين، واليوم وقد جاء موسم الشتاء واشتدت الحاجة أكثر من ذي قبل إلى ما يسد الرمق، يكون المواطن أمام خيارين أحلاهما مر ، إما أن يستدين ويخرج كل مدخراته المادية والمعنوية، أو يبقى طاويا عرضة لمهالك البرد القارس، التي دائما ما يحذر الأطباء من خطرها على صحة الإنسان.



ويتساءل المواطن الموريتاني محمود ولد امحمد عبر وكالة “الأخبار” عن الهدف من مال يجوع بسببه الفقراء، وتحترق جيوبهم التي تكالبت عليها تكاليف الحياة الكثيرة؟.



ويطالب ولد امحمد السلطات الموريتانية “بضرورة أن تقف مع مواطنيها الضعفاء بدل التخندق إلى جانب التجار الميسورين، باعتبار أن البسطاء هم الباقون، وأصواتهم في الانتخابات أكثر تأثيرا كما في الشارع إن أرادوا” وفق قوله.



النداءات المستمرة …


الأمين العام للجمعية الموريتانية لحماية المستهلك الخليل ولد خيري شدد في تصريح خاص لوكالة "الأخبار"، على ضرورة أن تستورد السلطات الموريتانية كميات من القمح

الأمين العام للجمعية الموريتانية لحماية المستهلك الخليل ولد خيري شدد في تصريح خاص لوكالة “الأخبار”، على ضرورة أن تستورد السلطات الموريتانية كميات من القمح




لا تزال الجمعيات والهيئات الغير حكومية المهتمة بمجال حماية المستهلك، وهي تلوح بمخاطر الاستمرار في ترك الحبل على القارب للتجار المستوردين للمواد الغذائية، واكتواء المواطنين البسطاء بما يترتب تلقائيا على إهمال ذلك الحبل الخطير.



الأمين العام للجمعية الموريتانية لحماية المستهلك الخليل ولد خيري شدد في تصريح خاص لوكالة “الأخبار”، على ضرورة أن تستورد السلطات الموريتانية كميات من القمح، لتفادي أزمة متوقعة خلال أسبوعين على الأكثر.



يقول التجار الصغار إن استمرار ارتفاع الأسعار أثر بدرجة كبيرة على مستوى إقبال المواطنين (تصوير الأخبار)

يقول التجار الصغار إن استمرار ارتفاع الأسعار أثر بدرجة كبيرة على مستوى إقبال المواطنين (تصوير الأخبار)






وتحدث ولد خيري بالتفصيل عن الأضرار الناجمة عن أسعار القمح المتصاعدة، بفعل انفراد تاجر واحد باستيراده و ترك السلطات لدورها المتمثل في استيراد كميات احتياطية، حتي لا يظل سعر القمح رهينا لتطلعات تاجر واحد، متى ما أحب رفع سعره فعل.



ولا يزال المواطنون البسطاء في انتظار معجزة توقف الأسعار يوما ما عند حدها المقبول، المراعي للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها منذ أن شدوا رحالهم نحو المدينة، وتركوا الحياة القديمة التي كانت “الرفكة”، فيها هي المستورد الوحيد لأشياء المدينة على شكل دورات متقطعة.

الأخبار.




Filed under: موريتانيا, مرصد حقوق, أخبار Tagged: موريتانيا, مرصد حقوق

No comments:

Post a Comment