lمشاريع الأبان يشكون غلاء الأعلاف أصحاب المشارع يشكون غلاء الأعلاف وغياب البيطرية نوق حفل تنتظر راع أخذ محلبه… وجمال تساق نحو المسلخة مثني وفرادى… وباعة يستامون… ورعاة يرصفون الإبل نحو معاطنها… .. مشاهد من سوق الإبل بـ”تنويش”، ووسط هذا المشهد يقف إبراهيم ولد أحمد بلال “بائع لبن الإبل” بجانب السياج الخشبي المستدير متفحصا نوقه ـ التي أعتاد في كل مساء حلبها مع راعيه ـ ويهش بعصى صغيرة يحملها في يده اليسرى على بعضها بعد ما انتهى من حلبها وهو يحاول إخراج نياق أخرى من السور ليحلبها الراعي.
يستقبلك ولد أحمد بلال برحابة صدر وتبشش، ويبادر مرحبا بأخلاق طبع عليها أهل البادية، أما عن ظروف عمله ودوافع اختياره لهذه المهنة، فيبررها ولد أحمد بلال بأنها “قضاء وقدر، فكل إنسان ميسر لما خلق له، ما لنا سوى القبول والتسليم بقضاء الله وقدره”، مردفا أنه “منذ سنوات وهو يعمل في هذا المجال”، مؤكدا أنه استطاع بفضل الله شراء قطعة أرض وسورها لإيواء نوقه وجماله، كما اكتسب خبرة كبيرة خلال عمله في السوق، قائلا “أنا الآن أعرف من أسرار المهنة مالا يعرفه كثيرون، وبفضل خبرتي استطعت أن أزاوج بين مهنة بيع اللبن والاتجار بالإبل”.
ظروف لا تساعد وعن ظروف عمله يقول ولد أحمد بلال “حالنا كما ترى يغني عن سؤالنا، ومشاكلنا في السوق لا تعد ولا تحصى، من أين أبد لك، أمن ارتفاع أسعار العلف؟ أم من المضايقات الدائمة من جُبات الضرائب؟ أم أبدء لك بالتهديدات المستمرة من بعض العاملين في قطاع الاستصلاح الترابي بانتزاع الأرض منا؟”، كنا ولد أحمد بلال يتحدث إلينا دون أن يشغله ذلك عن متابعة عمل الراعي وتوجيه أوامر إليه من حين لآخر.
“القدح أصبح مشوبا واللبن بلا رغوة”، “أدرك هذه الناقة قبل أن تقر”، توجيهات وأوامر من بين أخرى كان ولد أحمد بلال يخلل بها حديثه إلينا، مصدرا أوامره إلى الراعي العامل معه، وكان سريعا في تطبيقه.
ويعود ولد أحمد بلال إلى التحديات والعقبات التي تواجهه والعاملين معه في مجال بيع ألبان الإبل قرب العاصمة نواكشوط، قائلا: “تصور أننا –على ما نملك من قطعان – فقد حرمنا من برنامج أمل 2012، ولم نحصل أي مساعدات من الدولة وكادت نوقنا أن تنفق، كما أن عطش نوقنا أصبح هاجسا يؤرقنا، والبلدية لم توفر لنا حنفيات تكفي لسقيها، إضافة إلى أن السوق لا يصلح للمبيت فيه، فمجرد التفكير في المبيت يعتبر انتحارا نتيجة كثرة الحشرات الضارة وانتشارها، لذا نلجأ لكراء بيوت نأوي إليها مع رعاتنا خارج السوق”.
وللأسعار حديثها… كما يشتكي ولد أحمد بلال من ارتفاع أسعار الأعلاف، “فهي في ارتفاع مستمر وقد وصلت إلى حدود عشرة آلاف أوقية للخنشة الواحدة ـ هذا إذا وجدنا النوع الجيد منها والمعروف محليا بـ”لكشيرة”، فنوقنا لا تشرب الماء إلا إذا مزج مع علف لكشيرة، وهي كذلك كلما ذهبت للرعى تعود خماصا كما ذهبت، ونتيجة لهذه الحالة أصيبت بعض نوقي بأمراض مثل الجرب، وأصبحت في حيرة من أمري، فإذا لم أحقنها ماتت وإذا حقنتها امتنع الكثيرون عن شرائها، فتعود علينا بالخسارة، وبالتالي أصبح في حيرة حقيقية”.
ويثني ولد أحمد بلال على إقبال الزبناء على شراء ألبان الإبل، خصوصا خلال شهر رمضان الكريم، معتبرا أن رمضان “شكل هذا العام فرصة حقيقية”، مضيفا أن “فترة الخريف تعد هي الأخرى فترة ممتازة بشكل عام، مقارنة مع فصول السنة الأخرى، وهذا ما يشجعنا علي شراء نوق أخرى، ولكن مع انقضاء فترة الخريف يقل الطلب بشكل كبير”.
حالة ولد أحمد بلال تشابه إن لم تكن تنطبق على حالة العشرات من باعة الألبان، ممن فرضت عليهم ظروف عملهم المزاوجة بين البداوة ومجاورة المدينة، وأخذوا على أنفسهم عهدا بمطاردة الموريتانيين بشيء طالما أحبوه وحلموا بالحصول عليه دون أن تتأثر أعمالهم اليومية التي تتطلب الدوام وعدم السفر خارج العاصمة أو بعيدا، إنه “لبن النوق الطازج، على مدخل العاصمة”، ولد أحمد بلال وزملاؤه ينتظرونكم هناك. الأخبار انفو
Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment