Wednesday, 12 September 2012

لا تعتذروا اليوم …!! | ‫#موريتانيا أخبار


الأربعاء 12 أيلول (سبتمبر) 2012









حبيب الله ولد أحمد

ليكن واضحا للرئيس المالي المؤقت، وحكومته المؤقتة، وبرلمانه المؤقت، أننا غاضبون حد التشنج، فسكين الغدر لامست شرايين كل الموريتانيين، ورصاصات الغيلة التي قتلت الفتية الذين ْامنوا بربهم، لم تستخرج بعد من صدور ثلاثة ملايين موريتاني..!!


إننا ننزف دما ودموعا وحسرة، ولا وقت لدينا لاستقبال وزير خارجية بلا حكومة، وبلا قرار مركزي، وبلا رئيس نافذ، وبلا مؤسسة عسكرية وطنية متماسكة..!!


اعتذار وزير خارجية مالي غير مقبول، لأنه لا يكفى حتى لأن يكون منديلا ورقيا لتجفيف العرق، أحرى أن يكون قادرا على تجفيف دماء شهدائنا الأخيار، ودموع الثكالى والأرامل والأيتام .


ليعد أدراجه، فحتى رئيسه لو حضر إلينا لما قبلنا منه اعتذارا (إلا إذا جلب معه الجناة من بني جلدته في نفس الطائرة)، فالخطب أعظم، والجرح غائر، والدم لا يتحول إلى ماء .


وما الذي نفعله باعتذار وزير بائس بلا رئاسة، وبلا حكومة، وبلا مؤسسات دولة، ولا يمثل حتى نفسه..!! إن الاعتذار المالي هو تماما مثل بيان الحكومة الموريتانية، لا يرفع ظلما، ولا يعيد حقا، ولا يمسح دمعة رثاء للرجال الطيبين، الذين قتلوا بدم بارد وكأننا في عصور التوحش والهمجية..!!


ليست لدينا مشكلة مع الشعب المالي، فهو شعب شقيق وجار تربطنا به صلات عديدة…وليست لدينا مشكلة مع حكومة مالي، فهي ضعيفة خائرة غير متماسكة – أصلا ولا فرعا- ولا مشكلة لدينا مع الجيش المالي، كجيش جمهوري وطني موحد، فهو لم يعد كذلك، منذ هرب ضباطه وجنوده أما م حفنة من الرجال الملثمين (ليسوا موريتانيين فهم مواطنون من دولة مالي دخلوا في حرب مع دولتهم لا ناقة ولا جمل للموريتانيين فيها ولقد كان لكل الموريتانيين تقريبا رأي واضح بأن مالي يجب أن تبقى دولة موحدة وتستعيد أراضيها من الانفصاليين” تمكن لاستيضاح هذا الرأي مراجعة مقال “شمال مالي ثمن العقوق”)، وعدة آليات مسروقة من ليبيا، واستبدلوا أزياءهم العسكرية بأزياء النساء، بل فضل الآلاف منهم الهرب في الصحراء عرايا، هائمين على وجوههم، عقوقا لوطنهم وتوليا يوم الزحف..!!


إن ما نريده كموريتانيين – في هذه اللحظة العصيبة – هو أن يتم الآن – وليس في وقت لاحق – توقيف أفراد الدورية، أو المفرزة، أو الكتيبة، أو نقطة التفتيش المالية، التي أعدمت شبابنا بدم بارد بعيدا عن أية قواعد دينية،أو عسكرية، أو وطنية، أو أخلاقية، أو إنسانية، والتحقيق الفوري معهم، بمشاركة فريق ميداني موريتاني، على أن يكون التحقيق شفافا، ويتم نشره على الملأ، وتتم- بناء على نتائجه- اتخاذ إجراءات القصاص الواضحة شرعا وقانونا، العين بالعين، والسن بالسن، ضد كل الضباط والجنود الذين شاركوا في المجزرة أمرا، أو تنفيذا، أو سكوتا عليها، أو بالتمالئ مع مرتكبيها .


ذلك هو ما نريده لا أقل ولا أكثر…لا نريد اعتذارا، وماذا نفعل باعتذار وزير هو أشبه بورقة سقطت من شجرتها، وطير يغرد خارج سربه..حتى الرئيس المالي نعفيه من الاعتذار…نريد منه فقط أن يمتلك الشجاعة، ويسلمنا قتلة أبنائنا، بعد التحقيق معهم، ومعرفتهم والتحقق من هوياتهم، فنحن لا نريد إلا القتلة لنقتص منهم، ولا نريد أخذ بريئ بجريمة لم يشارك فيها، والماليون يعرفون بالأسماء والصفات والعناوين الأفراد الذين قتلوا شبابنا غيلة وغدرا ،غير مراعين حق دين، أو جيرة، أو قيم من أي نوع..!!


و يؤسفنى هنا أن أقول إن شبابنا قتلوا برصاص عنصري محض، وعلى هوياتهم وألسنتهم ولهجاتهم…قتلوهم فقط لأنهم يحملون أسماء عربية، وسحنات عربية، وألسنة عربية، لا أقل ولا أكثر..!!


وإلا فلماذا قتلوا معهم مواطنين ماليين، يفترض في أي عسكري مالي – مهما كانت وحشيته وكفره بالتقاليد العسكرية وضعف عقيدته الوطنية – أن يحترم فيهم جنسية بلاده وبطاقة التعريف الخاصة بمواطنيها؟


الجواب واضح لأن المواطنين الماليين عرب، يتحدثون العربية، ولو كانت لهم ملامح، أو لهجات أخرى، فلربما قتل الموريتانيون وحدهم، وأخلي سبيل حاملي الأوراق المالية..!!


أخجل من كتابة هذا أو حتى التفكير فيه، غير أن القرائن الميدانية لا تعطى للجريمة أكثر من تفسير واحد، وهي أنها جريمة حرب عنصرية واضحة الملامح (إلا أن تكون مدبرة من أطراف “أزوادية” تتعجل حدوث جفاء بين نواكشوط وباماكو وتصيد في المياه العكرة بحثا عن مزيد من الاحتقان في المنطقة أو تكون تصرفا همجيا معزولا هدفه القتل والسطو المسلح بعيدا عن أية اعتبارات أخرى)، وهي ليست جريمة شعب مالي، ولا حتى الجيش المالي، ولا الحكومة المالية، إنها جريمة اقترفها مرتزقة ساديون عنصريون، غير وطنيين على الإطلاق، ونحن نعرف أن الجيش المالي تفرق أيدي سبأ بعد هزيمته من طرف الجماعات المسلحة في شمال مالي، وأن معظم الضباط احتفظوا ببعض جنودهم في مدن وقرى نائية ومنعزلة، فقط لإذلال العابرين والغرباء، وقطع الطريق، والنهب ، بعيدا عن أية قيادة أو قرار مركزي، وبالتالي فالرئيس المالي مطالب (في حالة الاستطاعة) بتفكيك تلك المجموعات العنصرية الهمجية( لا تقل خطرا عن المجموعات الإرهابية الانفصالية في شمال مالي)، وتقديم أفرادها إلى العدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء..!!


وعلى الذين قتلوا الدعاة إلى الله من جماعة “الدعوة والتبليغ” المسالمة، أن يدركوا أن للشهداء أهلا وخلانا وأحباء لن يتركوا دمهم يذهب هدرا، وأن الملف الآن هو لدى السلطتين المالية والموريتانية، وعليهما التصرف بحكمة، والتعامل مع الوضع بحيث لا يفلت مذنب، ولا يضيع حق، وأي تهاون في التعامل مع الملف، قد يخرج الأمور عن نطاق سيطرة السلطات المالية والموريتانية معا، لتصبح محل شد وجذب اجتماعي وأمني، يضيفان مزيدا من التوتر والاحتقان لشبه المنطقة المتوترة والمحتقنة أصلا .


وليعلم القتلة أن الجماعة التي اعدموا، هي جماعة دعاة لا يحمل أفرادها عادة السكاكين، ولا حتى العصي، وإنما قلوبا عامرة بالله، ونهجه القويم و محجته البيضاء وصراطه المستقيم…أفراد نذروا حياتهم لله ولعمارة بيوته ، ولإعلاء شان دينه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوثيق أواصر الحب والصدق والتعايش والوحدة، وأنه لا مهرب لكل الذين ساهموا في ارتكاب الجريمة بحقهم من القصاص إلا إليه..


ودين علينا كموريتانيين أن نستقبل جثامين الشهداء استقبال الأبطال، وأن نودعهم بجنازة مهيبة، تليق برجال أتقياء مجاهدين بررة مطهرين .


ودين علينا كذلك أن نصرخ في وجه وزير الخارجية المالي، ومن أرسله ملأ حناجرنا – التي بلغتها قلوبنا غيظا وغضبا – (لا تعتذروا اليوم)..


عودة للصفحة الرئيسية




مصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment