عشية الذكرى السنوية لوصول الرئيس عزيز إلى الحكم، نزل عدد هام من وزرائه إلى الساحة، وإلى داخل البلاد، لنشر الخبر السار: “البلد على أحسن ما يرام، وجميع المشاكل إما أنها حُلت بالماضي أو أنها في طريقها إلى الحل…”.
الرئيس نفسه يعتقد أن موريتانيا تسير نحو الأحسن وأن جميع المؤشرات الاقتصادية هي باللون الأخضر، وأن أولئك الذين يرفعون أصواتهم ليسوا سوى شرذمة قليلة ينتابهم الحنين إلى عصر الفساد الذي ذهب الى غير رجعة.
وعلى الجانب الآخر من رقعة الشطرنج السياسية، فإن تقييم منسقية المعارضة الديمقراطية يبدو أقل مثالية بكثير: ارتفاع فاحش في الأسعار، تحطيم للإدارة والدولة، أزمة سياسية، غياب في الأفق، وتبديد للمال العام يقوم به عزيز ودائرة ضيقة من حاشيته… ولهذه الأسباب، ترى المنسقية أنه لا يوجد خلاص للبلد عوضا عن رحيل عزيز الذي أصبح، في نظرها، جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل.
وهو مطلب يثير سخرية عزيز الذي يعتقد اعتقادا جازما بأن مرد هذا الضجيج الوارد من الضفة السياسية الأخرى، والقوي أحيانا، يعود إلى تجفيف ينابيع البعض متمثلة في سوء استخدام المال العام.
لذلك فمن الواضح أن هناك حالة انسداد سياسي لا تصب في مصلحة المعارضة ولا النظام، ناهيك عن البلد. إن كل معسكر سياسي قد رسم لنفسه هدفا وحيدا: القضاء على الآخر. وهو ما يعني، بعبارة أخرى، خنقه حتى الموت. لكن ما لا يبدو أن المتحاربين يعرفونه هو أن الحياة لا تُصْنَعُ إلا في إطار زوج؛ زوج من اثنين على الأقل، مختلفَيْن بالتأكيد، ولكنهما متكاملان.
ترجمة: نور أنفو
للاطلاع على النص الأصلي، تفضلوا بالضغط على
http://www.rmibiladi.com/fr/index.php?option=com_content&view=article&id=2035&catid=2&Itemid=3
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment