يتشرف قادةٌ ورؤساء أحزاب منسقية العمل القومي الإسلامي أن يكونوا حاضرين اليوم في تجمعكم المبارك ضمن فعاليات المهرجان الشبابي الأول للمنسقية، الذي تنظمونه اليوم في ظرف وطني وإقليمي ودولي متميز بأحداثه، كما أنه يتزامن مع الأسابيع الأولى للدخول الجامعي وعام دراسي جديد، تواجه فيه البلاد تحديات قديمة ومتجددة لا سبيل إلى معالجتها الفعلية إلا بانعطاف حقيقي تتخلى بموجبه عن مسلكيات أقعدتها لحد الآن وأنهكتها عن مواجهة تلك التحديات، وفي مقدمة ذلك العجز التام عن توظيف طاقة البلاد الحيوية الشابة وجعلها تنخرط بكامل قدراتها في برامج تنموي شامل قادر على إخراجها من مرحلة العجز والترهل التي حكمت تأسيسها ورافقتها طيلة العقود الخمسة الماضية من عمرها.
أيها الحضور الكريم، إننا في منسقية العمل القومي الإسلامي نفخر كثيرا أن مرجعيتنا الفكرية وبرنامجنا السياسي هما من أهم البرامج والمرجعيات الوطنية القادرة اليوم على تعبئة كامل طاقات الشباب في بلدنا على نحو منسجم ووفق منهج صحيح، كما أنهما من أكثرها تعبيرا عن شخصيته الحضارية واستجابة لتطلعاته ونوازعه الوجدانية، ولعل أوضح برهان على ذلك هو تمكنكم اليوم من تنظيم فعالية بهذا الحجم والحضور المتوثب الوازن، إلى جانب ما قمتم به في السابق من دور إيجابي متميز في أنشطة المنسقية الكثيرة التي تواترت على نحو كثيف منذ تأسيسها إلى اليوم، وجعلتها من بين أمور أخرى قطبا سياسيا فاعلا في الساحة الوطنية وصاحبة حضور متنام ومؤثر. ومع ذلك فنحن مدركوك أن الطريق أمامها ما زال بحاجة إلى كثير من العمل والجهد الدءوبين لتذليله، وإننا ماضون في ذلك،خصوصا البحث الجادة عن تطوير تجربة منسقيتنا الناجحة اليوم في ميدان التفاعل الإيجابي بين مكوناتها المختلفة النازعة بجد إلى صياغة عمل سياسي وطني موحد وقابل للانفتاح الايجابي على كل الشركاء والفاعلين في الحقل السياسي الوطني وفق ما يسمح به الظرف ويتيحه التطور الطبيعي للعمل السياسي المشترك.
أخوتي الشباب إننا في منسقية العمل القومي الإسلامي: أحزابا وهيآت وشخصيات وطنية ندرك إن حجم التحدي الذي تواجهه البلاد بعد خمسة عقود من استقلالها لا تمكن معالجته إلا بعهد جديد وجيل من أبناء الأمة متسلح بالإيمان بالله وبثوابت وبلده وشعبه الوطنية ومعتز بها وبتنوعها، ومنفتح في الوقت نفسه على العالم والتجارب الإنسانية الغنية حيثما وجدت، وأن الطريق إلى هذا الأمر تمر حتما بالتكوين المعرفي الجيد لهذا الجيل، وهو ما جعلنا قبل أيام قليلة من الآن ننظم ملتقى حول التربية والتعليم لتعالق هذا القطاع الوطني الهام وارتباطه الشديد مع فيئه الشباب، التي كان خصمٌها الأول عندنا هو تخبطه منذ تأسيس الدولة وعجزه عن تقديم الرسالة الموكلة إليه: سواء من حيث التعبير الصادق عن الذات الجماعية الطبيعية لمجتمعنا وغرس ورعاية بذورها في مناهجه، أو من خلال عجزه الدائم عن تحديد غاياته ومقاصده على نحو ينزع عنه نظرة الجمود التي أبقته بعيدا عن الواقع وأحاطته بسياج يقطع الصلة بينه وبين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
السادة الحضور، إخوتي الشباب، تدركون جديا أن المرجعية التي تحكم منسقيتنا تجعل ضمن اهتمامها الأول إلى جانب قضايانا الوطنية، قضايا أمتينا العربية والإسلامية، بل وكل قضية عادلة في العالم،وهو ما يحتم على برنامجنا وأنشطتنا أن تتفاعل على الدوام مع قضايا أمتيها الكبرى وفي مقدمتها دعم ومساندة حركات الجهاد والكفاح لتحرير الأجزاء المحتلة منها في فلسطين والعراق وأفغانستان. ولا شك أن ذراع المنسقية القوي في هذا الجانب هو طاقتها الشابة، كتابا ومناضلين وجمعيات حقوقية.
إخوتي الشباب إن اختياركم اليوم لشعار ” شبابنا مستقبلنا ” يعكس فعلا عمق وعيكم السياسي، وفهمكم الصحيح للمدخل المناسب إلى ولوج مستقبل خال من أخطار كثيرة يرتبط تأمين مجتمعنا من اغلبها إلى حد كبير بتحصين وتكوين شبابنا. وإن منسقية العمل القومي ستبقى إلى جانبكم في دعم هذا الخيار، متمنية لكم التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment