Thursday, 5 July 2012

‫#موريتانيا‬‏ لمصلحة من يتم تضخيم الوجود الشيعي في موريتانيا؟





احتضن أحد فنادق نواكشوط قبل أيام ندوة تحت عنوان: مخاطر الأيديولوجيات المستوردة على المجتمع: مثال الشيعة. وقد شهدت الندوة المنظمة من طرف إحدى المنظمات غير الحكومية، حضورا لافتا لبعض الأوساط العلمية والدعوية والسياسوية وتم خلالها على نطاق واسع تناول “خطر المد الشيعي في موريتانيا” باعتباره خطرا وشيكا يتهدد البلاد ويستدعي استنهاض الهمم الخيرة لتلافيه قبل فوات الأوان.


واللافت للنظر أكثر أن القائمين على الندوة قدموا رقما “مخيفا” عن عدد “شيعة موريتانيا” معتبرين بأنهم قد بلغوا 40 ألف شيعي وباتوا يشكلون تهديدا للمجتمع الموريتاني، وتم ربط هذا التصاعد المذهل لقوة التيار الشيعي بالانفتاح الموريتاني الأخير على إيران، كما تم وصف الندوة بأنها تأتي في ظرفية هجوم شيعي كاسح على السنة بدعم من إيران وأنه طال حتى الآن دولا مثل سوريا والبحرين والعراق ولبنان والعربية السعودية وهو في طريقه إلى دول الساحل.


من بين مظاهر “الغزو الشيعي” التي تعرضت لها الندوة، يمكن التوقف عند: وجود حسينيات في نواكشوط يديرها موريتانيون ويمارسون فيها عباداتهم، تواجد تجار لبنانيين جاؤوا للتغلغل في المجتمع، زواج بعض الايرانيين من موريتانيات، ذهاب طلاب موريتانيين إلى إيران للتعمق في التشيع، عقد صفقات تجارية ضخمة بين النظامين الموريتاني والايراني…


هل نحن أمام قراءة موضوعية لواقع “شيعة موريتانيا؟ أم أننا أمام عملية تضخيم هائلة تحاول أن تجعل من الحبة قبة؟ ولمصلحة من يتم إسقاط واقع بلدان أخرى على واقع موريتانيا التي ظلت بعيدة عن الاستقطاب الطائفي رغم كثرة “الأيديولوجيات” التي استوردتها وتفاعلت معها؟


المشكلة أن الأمر وصل حد الدعوة لإنشاء “مرصد” لمواجهة المد الشيعي وكأننا فعلا أمام “اختراق جهنمي” يوشك أن يشل جسدنا الاجتماعي، بينما في الواقع لا يوجد هناك أثر لا “لحسينيات” ولا لآلاف من الشيعة يعملون ليل نهار على تقويض أركان المجتمع وليس هناك أي معنى لتوجيه اتهامات للطلبة الموريتانيين في إيران ولا لإثارة الهلع من مسألة زواج بضعة موريتانيات من إيرانيين.


قد يكون هناك بالفعل من هو متخوف –من منطلق عقائدي- من المساس بالتوازنات الحالية المريحة بالنسبة للبعض والمطمئنة بالنسبة للبعض الآخر، لكن ألا يكشف كل هذا التضخيم والتشهير ببعض الجاليات (من التجار) وإثارة مسألة الصفقات التجارية الضخمة بين النظامين، عن وجود أهداف تجارية للحملة الراهنة على “مد شيعي” مفترض في موريتانيا؟ ولماذا يصر بعضهم على تغطية أهدافه الاقتصادية بمسحة من عواطف دينية جياشة ولو تطلب الأمر “استيراد” أزمة طائفية وتقسيطها في السوق؟



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment