بعد الإبعاد السهل لخصومهم (بسبب تموقعهم وسيطرتهم السابقة) على غاو وتمبكتو، تمكن مجانين الله من حركة أنصار الدين من بسط نفوذهم على المناطق المهمة تاريخيا من شمال مالي. هذا التفرد الأحادي لم يحدث في تاريخ المنطقة منذ وفاة أغ أكيلو في القرن الخامس عشر.
ماذا فعل المجانين؟ قاموا بالاحتفال. أطلقوا يوفوريا الرقص و الضرب على الصدر بالأيادي. هذه الشمبانيا الإسلامية تجلت في الذهاب إلى الضواحي حيث أضرحة الأولياء الأزواد الكبار من تلامذة المغيلي والكنتي. سووا الأضرحة بالأرض، وأطاروا عظما تاريخيا أو اثنين (نفس موقف الحجاج بن يوسف الذي سخر من ضريح الرسول (ص): ما يطوفون إلا بأعواد ورومة).
هيستيريا بلا حدود. أخافوا الغواني وأجفلوا البهائم وهدموا الصوامع وأفسدوا البيع. دمر القوط روما.
ولكن (أوه من لكن). المشهد هو نفس المشهد القديم. الولايات المتحدة، المتضعضة إمبرياليا في الشرق الأوسط والراغبة انتخابيا في عمل عسكري خارجي، بدأت تتحدث عن دعم عسكري لدول المنطقة للقيام بتدخل في شمال مالي. قوة إفريقية من 3300 تأهب. مساعد وزير الخارجية يخرج لسانه بطريقة القط توم على المأدبة. هنا يدخلُ الجنرال عزيز. بعد انتهاء عقده العسكري مع فرنسا ها هو يجد فرصة أخرى يبيع فيها خدمات الجيش الموريتاني. إنه ملك غساني بحق.
ما يحدث في مالي شرير. ولكن موريتانيا لا تمتلك شمعة لإنارة الطريق للإنسانية (التشبيه الشهير لآرثر ميلر بخصوص الريادية الأميركية). يجب أن نبقى في حدودنا متأهبين؛ إنسانيتنا الحقيقية هي عمل شيء للاجئين (بالتعون مع المجتمع الدولي). يجب أن نبقي بندقيتنا مصطلية ونبقي وراء أكمتنا. أما بالنسبة لأشرار مالي فالعناية المجتمعية ستتكفل بهم. إرادة الانسان ستقهرهم (هكذا اعتقد مولانا كانط).
سينتصر الانسان.
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment