Saturday, 7 July 2012

‫#موريتانيا‬‏ فاصلة اليوم:تأملات في أربع فواصل (سُورَة الإخلاص)





بسم الله الرحمن الرحيم


قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)


سُورَة الإخلاص [ مَكِّيَّة , عدد آياتها : 4 , عدد كلماتها : 15 , عدد حروفها : 47 ] وهي السورة التي تعدل ثلث القرآن , قيل تعدله في معناها , وقيل تعدله في ثوابها , ولعلها كل ذلك إن شاء الله .


لغة القرآن :


قُلْ هُوَ اللَّهُ ( الله ) أخص أسماء الرب سبحانه , ولا نَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً تسمى بهذا الاسم سواه , إذ لا بد لكل أحد من اسم علم يميزه عن ما سواه , ثم تأتي بعد العلم أسماء الصفات التي يتصف بها الموصوف .


أَحَدٌ الأَحَدُ بمعنى الواحد , ويجمع على آحاد , ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث قال الله تعالى : لستن كأحد من النساء وقال تعالى : فما منكم من أحد عنه حاجزين .

اللَّهُ الصَّمَدُ (الصَّمَدُ) السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج , يقال صَمَدَهُ من باب نصر أي قصده


وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ الكُفْءُ و الكُفُؤُ بسكون الفاء وضمها النظير .


تفسير القرآن :


قُلْ معتقدا في نفسك , وداعيا إلى الله غيرك , هُوَ اللَّهُ وذلك أخص أسماء ربنا سبحانه , فهو أَحَدٌ في اسمه أحد في ذاته الصَّمَدُ المتفرد , الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ بل هو منزه عن الصاحبة والولد , ليس كمثله شيء وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .


مقاصد القرآن :


من مقاصد القرآن في سورة الإخلاص , أن يدرك الناس أن العقيدة هي أساس الأساس , فلا بد من معرفة الله عز وجل , بتعلم العقيدة على الوجه الأكمل , بحيث يكون الإيمان قبل القول والعمل , لنستقيم في أنفسنا عن بينة , وتدعو غيرنا على بصيرة .


ومن مقاصد القرآن في سورة الإخلاص , تبسيط أمر العقيدة وتيسيرها للناس. فالعقيدة في القرآن , غاية في اليسر والسهولة , لا تحتاج إلى تعقيدات المناطقة , ولا إلى تخيلات الفلاسفة , واقرءوا إن شئتم قول الله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) [الروم]

ولذلك فإن هذه السورة ـ على إيجازها ـ قد ردت على جميع الأسئلة , وأخرست مختلف الألسنة , وليت شعيري لو قيل لأهل وحدة الوجود وأصحاب الاتحاد والحلول , الذين يرون أن الكون كله مظهر إلهي…


لو قيل لهؤلاء : إن الكون ما بين متعدد , والله أحد . أو محتاج , والله الصمد . أو والد , أو مولود , أو متشابه , وربنا سبحانه , لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد . لو قيل لهم ذلك , كيف يجيبون ؟


ولكم تمنيت أني أدركت الشيخين : الحسين بن منصور (الحلاج) , ومحمد بن علي الطائي (ابن عربي) , لأطرح عليهما هذا السؤال , فلعلي به أوفر عليهما بعض الوقت.


وفي ختام هذه المشاركة , لا يسعني إلا أن أهيب بأصحاب الملكات وعلو الهمة , والأذكياء من أبناء هذه الأمة , أن يشاركونا في هذه الفاصلة , لنشكل بمجملنا مادة علمية يمكن أن يستعان بها في تأليف تفسير معاصر , والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .


تنبيه هام :


يرجى أن تكون المشاركة من إنتاج المشارك نفسه , ولا حرج عليه أن يستخلص من غيره , أو يستعين بكل ما دون من قبله , مع مراعات الاختصار في مشاركته .


كما يرجى أن تكون المشاركات في هذه المحاور الثلاثة :


1 ـ لغة القرآن


2 ـ تفسير القرآن


3 ـ مقاصد القرآن .


ولعنا مع الوقت نضيف محاور أخرى , مثل : أخلاق القرآن , فقه القرآن , سنن القرآن … فكل ذلك وأكثر , يمكن أن نستخلصه في ضياء القرآن .


(هذي نصائح قد تفيد مفسرا *** في الزمان معبرا بمؤثر )


(إن المفسر من ذكرت وليس من *** نلفيه ثم مفسرا لمفسر).



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment