بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
سُورَة الإخلاص [ مَكِّيَّة , عدد آياتها : 4 , عدد كلماتها : 15 , عدد حروفها : 47 ] وهي السورة التي تعدل ثلث القرآن , قيل تعدله في معناها , وقيل تعدله في ثوابها , ولعلها كل ذلك إن شاء الله .
لغة القرآن :
قُلْ هُوَ اللَّهُ ( الله ) أخص أسماء الرب سبحانه , ولا نَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً تسمى بهذا الاسم سواه , إذ لا بد لكل أحد من اسم علم يميزه عن ما سواه , ثم تأتي بعد العلم أسماء الصفات التي يتصف بها الموصوف .
أَحَدٌ الأَحَدُ بمعنى الواحد , ويجمع على آحاد , ويستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث قال الله تعالى : لستن كأحد من النساء وقال تعالى : فما منكم من أحد عنه حاجزين .
اللَّهُ الصَّمَدُ (الصَّمَدُ) السيد الذي يُصمد إليه في الحوائج , يقال صَمَدَهُ من باب نصر أي قصده
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ الكُفْءُ و الكُفُؤُ بسكون الفاء وضمها النظير .
تفسير القرآن :
قُلْ معتقدا في نفسك , وداعيا إلى الله غيرك , هُوَ اللَّهُ وذلك أخص أسماء ربنا سبحانه , فهو أَحَدٌ في اسمه أحد في ذاته الصَّمَدُ المتفرد , الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ بل هو منزه عن الصاحبة والولد , ليس كمثله شيء وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .
مقاصد القرآن :
من مقاصد القرآن في سورة الإخلاص , أن يدرك الناس أن العقيدة هي أساس الأساس , فلا بد من معرفة الله عز وجل , بتعلم العقيدة على الوجه الأكمل , بحيث يكون الإيمان قبل القول والعمل , لنستقيم في أنفسنا عن بينة , وتدعو غيرنا على بصيرة .
ومن مقاصد القرآن في سورة الإخلاص , تبسيط أمر العقيدة وتيسيرها للناس. فالعقيدة في القرآن , غاية في اليسر والسهولة , لا تحتاج إلى تعقيدات المناطقة , ولا إلى تخيلات الفلاسفة , واقرءوا إن شئتم قول الله تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) [الروم]
ولذلك فإن هذه السورة ـ على إيجازها ـ قد ردت على جميع الأسئلة , وأخرست مختلف الألسنة , وليت شعيري لو قيل لأهل وحدة الوجود وأصحاب الاتحاد والحلول , الذين يرون أن الكون كله مظهر إلهي…
لو قيل لهؤلاء : إن الكون ما بين متعدد , والله أحد . أو محتاج , والله الصمد . أو والد , أو مولود , أو متشابه , وربنا سبحانه , لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد . لو قيل لهم ذلك , كيف يجيبون ؟
ولكم تمنيت أني أدركت الشيخين : الحسين بن منصور (الحلاج) , ومحمد بن علي الطائي (ابن عربي) , لأطرح عليهما هذا السؤال , فلعلي به أوفر عليهما بعض الوقت.
وفي ختام هذه المشاركة , لا يسعني إلا أن أهيب بأصحاب الملكات وعلو الهمة , والأذكياء من أبناء هذه الأمة , أن يشاركونا في هذه الفاصلة , لنشكل بمجملنا مادة علمية يمكن أن يستعان بها في تأليف تفسير معاصر , والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .
تنبيه هام :
يرجى أن تكون المشاركة من إنتاج المشارك نفسه , ولا حرج عليه أن يستخلص من غيره , أو يستعين بكل ما دون من قبله , مع مراعات الاختصار في مشاركته .
كما يرجى أن تكون المشاركات في هذه المحاور الثلاثة :
1 ـ لغة القرآن
2 ـ تفسير القرآن
3 ـ مقاصد القرآن .
ولعنا مع الوقت نضيف محاور أخرى , مثل : أخلاق القرآن , فقه القرآن , سنن القرآن … فكل ذلك وأكثر , يمكن أن نستخلصه في ضياء القرآن .
(هذي نصائح قد تفيد مفسرا *** في الزمان معبرا بمؤثر )
(إن المفسر من ذكرت وليس من *** نلفيه ثم مفسرا لمفسر).
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment