Sunday, 16 September 2012

تصريح السيدة هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة خارجية الولايات المتحدة بخصوص الفيديو المسيء للإسلام. | ‫#موريتانيا أخبار

“إننا نراقب عن كثب ما يحدث في اليمن وأماكن أخرى، وبالتأكيد نحن نأمل ونتوقع أن يتم اتخاذ المزيد من الخطوات لتجنب العنف ومنع تصاعد الاحتجاجات وتحولها إلى أعمال عنف.

كما أود أيضًا في هذا الصدد أن نتوقف لحظة للتحدث عن الفيديو المنتشر على شبكة الإنترنت والذي أدى إلى هذه الاحتجاجات في عدد من البلدان. اسمحوا لي أن أذكر بكل وضوح – وآمل أن يكون الأمر واضحا – أن حكومة الولايات المتحدة ليس لديها أي صلة على الإطلاق بهذا الفيديو. نحن نرفض تمامًا مضمونه ورسالته. إن التزام أميركا بالتسامح الديني يعود إلى بداية نشأة بلادنا. وكما تعلمون، فنحن وطن مفتوح لمعتنقي جميع الأديان، وكثير منهم جاء إلى هذه البلاد سعيًا إلى التمتع بالحق في ممارسة دينهم، بمن فيهم، بطبيعة الحال، ملايين المسلمين. ونحن نُكنّ أعظم احترام للمتدينين مهما كانت مشاربهم.

بالنسبة لنا، وبالنسبة لي شخصيًا، فإن هذا الفيديو يثير الاشمئزاز ويستحق الشجب. ويبدو أن له هدف هدّام إلى حد كبير هو: تشويه ديانة عظيمة وإثارة الغضب. ولكن كما قلتُ أمس، لا يوجد أي مبرر على الإطلاق، للرد على هذا الفيديو بواسطة العنف. ونحن ندين بأشد العبارات أعمال العنف التي نتجت عن ذلك، كما أننا نقدر كثيرًا أن العديد من المسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم قد تحدثوا علنًا ​عن رأيهم في هذه المسألة.

إن العنف، في اعتقادنا، لا مكان له في الدين وليس وسيلة لتكريم الدين. فالإسلام، شأنه شأن الديانات الأخرى، يحترم الكرامة الأساسية للبشر، وشن الهجمات على الأبرياء أمر يشكّل انتهاكًا لهذه الكرامة الأساسية. وطالما أن هناك من هم على استعداد لسفك الدماء وقتل الأبرياء باسم الدين، وباسم الله، فإن العالم لن يعرف سلامًا حقيقيًا ودائمًا. إن من الخطأ على وجه الخصوص توجيه العنف ضد البعثات الدبلوماسية. فهذه أماكن الغرض الأساسي منها هو غرض سلمي؛ لتشجيع وتعزيز تفاهم أفضل بين البلدان والثقافات. وجميع الحكومات تتحمل مسؤولية حماية تلك الأماكن والأشخاص، لأن الاعتداء على السفارات هو اعتداء على المفهوم المتمثل في إمكانية أن نعمل معًا لبناء تفاهم ومستقبل أفضل.

إنني، في هذه الآونة، أعلم أنه من الصعب بالنسبة لبعض الناس أن يفهموا السبب في أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تمنع هذه الأنواع من الفيديوهات الذميمة من الظهور. إنني أود الآن أن أشير إلى أن هذا الأمر مستحيل في عالم اليوم الحافل بوسائل التكنولوجيا الحديثة. ولكن حتى و لو كان ذلك ممكنًا، فإن بلادنا لديها تقاليد عريقة لحرية التعبير ينص عليها دستورنا وقوانيننا، فنحن لا نمنع المواطنين من التعبير عن آرائهم مهما كانت مقززة أو مثيرة للاشمئزاز.

هناك، بطبيعة الحال، وجهات نظر مختلفة حول العالم تتعلق بالإطار والحدود الخارجية لحرية الكلام وحرية التعبير، ولكن ينبغي ألا يكون هناك أي جدل حول الطرح البسيط المتمثل في أن استعمال العنف للرد على الكلام أمر غير مقبول. نحن جميعًا سواء كنا مسؤولين في الحكومات أو قادة في المجتمع المدني أو قيادات دينية يجب أن نضع حدًا للعنف وينبغي أن نعبر بوضوح عن شجنا له الآن.”


موقع جريدة بيس نيوزبيبر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment