شي جيفارا إغتر شبابنا بهذا الجيفارا فمع كثرة الهزائم التي لحقت بالأمة الإسلامية، و مع بعد الأمة عن دينها و مع فسادة المرجعية و تشوش صورتها، بحث الشباب عن رمز للإنتصارات فمنهم من وجد رمزه في فريق كرة و منهم من وجد رمزه في ممثل بارع و منهم من وجد رمزه في السفاح جيفارا، متناسين أمجاد أبطالنا الذين لا تقارن تضحيتاهم و جهادهم بما فعل جيفارا أو مئة منه .
أحبك يا مزيد لكن أين هو من خالد بن الوليد أو عمر بن الخطاب أو ذو العصبة الحمراء أبو دجانة أو بأسد الله حمزة ، و أين يذكر جيفارا أمام قائد الشيشان خطاب أو قائد البوسنة علي عزت بيكوفيتش .
العالم العربي يحتفل بعيد ميلاده و يوم موته و يمجدونه تمجيدا لامثيل له ، و إن سألت أحدهم عن سيرة خالد بن الوليد الذي مازالت خططه الحربية تدرس إلى الأن تجدهم لا يعلمون عنه شيئا هذا هو التغريب المقصود ، و تمجيد الغرب بإستعمال أفكار و شخصيات تخدم نقاط الضعف التي وصلنا إليها بسوء أعمالنا و تخاذلنا و إبتعادنا عن منهجنا .
نعم أتذكر في مراهقتي كنت معجب بهذا الجيفارا حتى أن أول بريد إلكتروني أفعله كان يحمل إسمه ، الإعلام هو من يقدم للشباب الشخصيات أو بالأحرى القدوات على طبق من ذهب ، و إذا هممنا بعمل بحث ما وجدنا سوى الإعجاب و التصفيق و التلميع و الترقيع لتلك الشخصيات .
لا يخفى عليكم أن إنتقاء الإعلام للقدوات التي يقدمها للشباب عمل من شأنه أن يعرقل البحث الذاتي ، أو عض الطرف عن المحمود الموجود للإشتراك في قاعدة أكبر من المعجبين بشخصية مضخمة إعلامياً و في هذا تضليل لنا و إبعاد عن القدوات الأكثر الفاعلية و الأكثر قدرة على التغيير عندما تعرفت على حقيقة من كنت أسميه ” بالرفيق” لا أخفي عليكم أني صدمت و لا بأس بصدمة تعيد البصر و تجلى .
فأمتنا يا مزيد تزخر بالأمجاد و البطولات و كلها بفضل الله فخير الخلق محمد صلى الله عليه و سلم هو إمامنا و بطلنا و لدينا كثير من الأبطال كالصحابة رضوان الله عليهم ، و لماذا نتناسى بطل الحروب الصليبية صلاح الدين الأيوبي رحمه الله و قاهر المغول الظاهر ركن الدين بيبرس و سيف الدين قطز و قلاوون رحمهم الله الذين قضو على التاتار و الصليبيين ، و فاتح الأندلس طارق إبن زياد رحمه الله و إبن تاشفين المرابطي قاهر ألفونسو ملك الإسبان و بطل معركة الزلاقة رحمه الله و المولى إدريس الذي أقام دولة الغرب الإسلامية و فتح الكثير من البلاد رحمه الله ، و محمد الفاتح رحمه الله الذي فتح القسطنطينية و توغل داخل أوروبا و أحفاده رحمهم الله الذين وصلوا إلى النمسا و بلاد ما وراء البحر و القوقاز و أبطال الشيشان نصرهم الله و الذين فتحوا صقلية رحمهم الله و الله لن أنتهي لو بقيت أذكر أسماء أبطالنا و شهدائنا رحمهم الله جميعا .
أحبك يا مزيد أنت مثال رائع لشاب في مقتبل عمره يحمل فكرا يدافع عنه و يتفانى في تقديمه و عرضه على الناس بطريقة جيدة ، لكن أختلف معك في النظر لجيفارا و غيره من من القادة الإشتراكيين على أنهم قدوات و أمثلة ، و لا ننكر دورهم و نحن قوم أعزنا الله بالإسلام و يوجد عندنا الكثير من الأشخاص المؤثرين إيجابيا على الناس .
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment