Monday, 6 August 2012

‫#موريتانيا‬‏ شطحات: لقاء الأخ “القائد” ب”الجماهير”



حل ما بات يعرف ب”لقاء الشعب ” هذه السنة والرئيس ولد عبد العزيز في قمة استرخائه، فقد صمتت عنه المعارضة “الصائمة” واتخذ مستشاروه الإجراءات اللازمة لقتل موقع تقدمي (وإن لم يتمكنوا) وإسكات بيرام (ولو مؤقتا) ومنع المواطنين من الانتحار عبر زيادة أسعار البنزين (لعل المنتحرين يعجزون عن شرائه) والتخفيف من النهب العام لثروة البلد عبر إبعاد الوزراء عن الخزينة في رحلة قسرية إلى الداخل.


لهذه الأسباب كنت أعتقد أن ولد عبد العزيز سيظهر مرتاحا بين العصائب القادمة من كل جهات الدولة، لكن الرئيس لم يكن كذلك تماما، وإن حاول كثيرا الظهور بمظهر الإنسان المرتاح.. صحيح أن الحاسوب الذي بحوزته ساعده كثيرا، والتحضير الجيد من قبل طاقمه وفر عليه الارتباك الذي كان يلازمه طيلة مقابلاته السابقة والذي كان دائما السبب الأول والأخير في عدوانيته تجاه محاوريه لكن طيف من ذكرتهم جميعا ظل يلاحقه وهو يرد رغم أن الأسئلة في مجملها كانت مريحة وغير مربكة وتجنبه التوتر والقلق.


من جملة الملاحظات التي خرجت بها ما يلي:


ولد عبد العزيز كان يدير الحوار وليس الصحفي المنتدب لهذا الأمر، رغم أن المختار عبد الله من أقدر مقدمي موريتانيا وكان يستطيع ذلك.. والحقيقة أن تحكم الوزير والمدير المدير كان مخفيا عنا من قبل، أما اليوم فقد قرر الرئيس نفسه أن يكشفه: يأمر المقدم والمصور علنا كيفما أراد ثم ينهي الحوار متى أراد، ولا يرد على الصم, ويتذكر آخر لحظة بأنه لم يودع محاوريه ليعود وكأنه رئيس الجوق.. في لا شعور الرئيس هو من يتحكم في التلفزيون وما يقال من حرية الصحافة كذب مفضوح، ولا داعي له في شهر رمضان الكريم.


قدموا من مختلف الولايات والأرياف، ولو تصفحتم وجوههم لعرفتموهم بسيماهم، فهؤلاء هم من عاثوا فسادا في البلاد منذ نشأتها وإلى اليوم, والغريب أن من بينهم بعض من سجنهم عزيز نفسه في قضايا فساد، لكنهم يريدون اليوم وغدا ودائما وأبدا منحهم فرصة أخرى لدخول السجن.


يقول أحد وجهاء أطار إن ما خسرته الولاية من مقاطعة السياح لها هذه السنة عاد إليها مع هؤلاء، فصرفهم خلال يومين يسمن ويغني الولاية لسنة كاملة.


قال أحد الوجهاء للتلفزيون إنه يتمنى حضور حلقة أطار القادمة من اللقاء، وكأنه لا يعلم بأن الحلقة القادمة من هذا البرنامج في أطار ستحل -في ظل الشفافية المنتهجة- بعد اثني عشرة سنة.. أم أن الرجل يعي ما يقول ويتمنى فعلا بقاء عزيز رئيسا إلى ذلك التاريخ..على كل في موريتانيا لا شيء مستحيل.


أحد المتدخلين طلب منهم علنا إعطاء رقم هاتفه للرئيس عله يمنحه فرصة عمل.. ضحك العزيز وسأله عن شهادته فقال الرجل إنه محظري، وهنا لم يعلق الرئيس، وكان الأجدر أن يتخذه مدرس قرآن لبدر أو لشقيقه.. فالقرآن الكريم حماية للأطفال من الانحراف.


طلب عميد الصحفيين الحاضرين من “أبي بدر” في ليلة “بدر الكبرى” تذكر الراحل حبيب ولد محفوظ، فلم يزد الصالح عزيز على أن هز رأسه، في إشارة إلى أنه سيتذكره في صالح الدعاء.. ولم يعرف أحد ماذا يريد ولد عمير من هذا الرجاء، لكن الأكيد أن حبيب لا يريد شيئا من عزيز، ولو كان حيا اليوم لناصبه العداء، لأنه رحمه الله كان يكره كل من يغصبون السلطة ولا يحضر لقاءاتهم كيفما كانت، لكن كيف تأكد عمير بأن عزيز سمع بإسم كاتب “موريتانيد” العظيم؟


أسئلة التاه، المدير الناشر لجريدة الفجر و”اشطاري”، وزينب بنت أربيه، من قناة الجزيرة، كانت الأكثر مصداقية لأنها –أي الأسئلة- لا تبدأ بعبارات طمأنة أو دعم من قبيل: بما أن مقاربتكم الأمنية قد نجحت… أو بما أنكم نجحتم.. أو صحيح أنكم حققتم نجاحات.. ولهذا جاءت هذه الأسئلة أسئلة تنتظر إجابات ليس إلا.


على المستوى الفني للمقابلة كان النقل رديئا كعادته: تختفي الصورة ثم تعود، ويقرر المخرج دمج صورة لا يعرف أحد كيف أتت، ثم يمر أشخاص ما بين الكاميرا والعزيز وعليه طبعا ما بين الكاميرا والجمهور, وتختفي الإضاءة ثم تعود، هذا مع أن بنت الليلي أظهرت قدرة فائقة على سد الكثير من ثغرات الطاقم الفني للتلفزة.


عموما كان عزيز ناجحا في الخروج بسلام من موقعة أطار رغم الأشباح التي بدأت تطارده في عقله الباطن منذ الدقائق الأولى ثم انتعشت وئيدا وئيدا بالأصوات التي ظلت إلى آخر الحلقة تطالب الرجل من مسافة عشرين مترا بالرحيل ولا شيء غير الرحيل.



أقــــلام حرة




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment