‫#موريتانيا‬‏ الفوضى الخلاقة/ ابراهيم ولد عبد الله (أبو عمار)

من المعروف والمسلم به في أي زمان ومكان أن الفوضى تعتبر شيئا مرفوضا، إلا أن بعضها يمكن أن يكون مفيدا.

تكون الفوضى كذلك اذا كانت على شكل مهرجانات لشرح موقف أوفكرة ما. تعد الفوضى الخلاقة ضرورة من الضروريات الديمقراطية؛ لأن هذه الفوضى هي التي تؤدي إلى التغيير. وما الربيع العربي عنا ببعيد. فهو المثال الحي على الفوضى الخلاقة. إن أي سياسي عليه أن يكون مفوها من الدرجة الأولى لكي يوصل للناس خطابه السياسي الذي يسعى لتوصيله. كما أن أي حزب سياسي يطمح لتحقيق حلم عليه أن يتخذ من الفوضى حصانا له من خلاله يتجسد الحلم.

إن الأحزاب ذات التوجه القومي هي الأحرى بأن تتكئ على الفوضى الخلاقة؛ لأنها أحزاب مبادئ بالأساس. مما يأكد ضرورة اتخاذها من مبدأ الفوضى وسيلة وحيدة لشرح أهدافها؛ لأن الأيديولوجية القومية هي مجموعة أفكار، والأفكار تحتاج للشرح والإيضاح أكثر من غيرها.

ما ينقص معارضتنا الحبيبة هو الفوضى الخلاقة التي توجد عندها أيام الحملات الانتخابية، كأن المواطن ليس مهما إلا في الحملات الانتخابية فقط. وعلى المعارضة أن تعرف أن الإنسان مسألة مهمة في كل وقت وأنه ليس مجرد مومياء. وكون الديمقراطية تقوم على أساس الحرية والمساواة واحترام الآخر يقتضي أن نشرح للعامة هذه المبادئ والأهداف كمؤمنين بنهج قومي سبيلا واحدا لتخليص الأمة من متاعبها.

يجب أن ننزل من الأبراج العاجية إلى عامة الناس لأجل توضيح مفاهيم القومية والديمقراطية والحرية …الخ ليتمثلوها في واقعهم المعاش سعيا لتخليصهم من الواقع المرير الذي ترزح تحته من جراء المؤامرات الداخلية والخارجية.

إن موريتانيا تحتاج إلى أشخاص يترجمون حلمها إلى حقيقة ملموسة.

noorinfo

Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا