“لقد جاء وزيرنا محملا برسالة من الرئيس السنغالي الجديد إلى نظيره الموريتاني. ونظرا لأجندة الرئيس الموريتاني ولأن الوزير لن يمضي في نواكشوط أكثر من 3 ساعات بسبب مشاركته في مؤتمر في تونس، استقبله الوزير الأول الموريتاني. لا أقل ولا أكثر”. هذه هي رواية مصدر مقرب من الخارجية السنغالية للحدث زوال يوم الأحد لنور أنفو.
“يبدو أن وزير خارجيتكم لا يزال لحد الساعة موجودا بشحمه ولحمه في فندق وصال بانواكشوط”. قلنا للمصدر فجر الاثنين.
“صحيح؛ فهو -كما يبدو- أحد ضحايا عدم دقة المواعيد لدينا في إفريقيا” رد علينا ضاحكا. وفي النهاية صرح لنا: “ما أؤكده لكم هو أن وزارة الخارجية السنغالية لم تتوصل بأي طلب تسليم من موريتانيا يتعلق بمصطفى ولد الإمام الشافعي”.
أما انواكشوط فرفضت أي نوع من التعليق ولو لاستغلال الموقف، وقوبلنا نحن في نور أنفو بصدود أكثر من مصدر رسمي معني افتراضا بالقضية… بلى..
لقد تحدث دبلوماسي كان إلى عهد قريب يمثل موريتانيا في محافل دولية ليقول، وفق صحيفة سنغالية، إن “الرئيس محمد ولد عبد العزيز أحسن صنعا (!!!) برفضه (…) استقبال الوزير السنغالي للشؤون الخارجية ذ/ عليون بادارا سيسي المحمل برسالة من رئيس الدولة السنغالية ماكي صال. فهذا الأخير تصرف بشكل مشين برفضه تسليم مصطفى الإمام الشافعي الملاحق بمذكرة توقيف دولية بتهمة”.
يبدو أن نواكشوط لا تعرف بالتحديد ما تريد، وخاصة من جيرانها وعلى وجه الخصوص من السنغال وبالأخص من سنغال يحكمها رئيس تكلوري. ومن غير المفهوم أن يراد من داكار، فقط باتصال هاتفي من محمد ولد ابيليل، تسليم شخصية إفريقية تشغل منصب مستشار لرؤساء أربع دول إفريقية وتتمتع بأكثر من حصانة دبلوماسية، خصوصا أن السنغال استدعت هذه الشخصية لتقديم المشورة بشأن الوضع المالي بوصفها مستشارا خاصا لوسيط المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (سيدياو) لحل الأزمة المالية.
قد يكون الموقف الموريتاني مؤسسا ومقنعا، لكن “صمتها المطبق” مقابل “الصمت الدبلوماسي” للسنغال لا يشي بذلك. ويمكن لداكار أن تقابل البرودة الحارة لموريتانيا بحرارة باردة. خصوصا أن الرسالة التي تتبادر إلى الذهن هي أن موريتانيا ستعلن القطيعة في غضون الأسابيع، وربما الأيام، القليلة القادمة. هذا -على الأقل- ما تقتضيه قواعد اللعبة الدبلوماسية في ضوء “الغضب الدبلوماسي” الموريتاني المعلن سرا.
ولتوجيه لطمة أخرى على خد نظام انواكشوط أعلن أمس من نيامي عن تعيين ولد الإمام الشافعي مستشارا خاصا لرئيس النيجر، ومن واغادوغو عن تأجيل زيارة وفد من أنصار الدين إلى انواكشوط إلى أجل غير مسمى بعد زيارته لبوركينا فاسو.
وفي هذه الأثناء يسيل، بانسياب مقلق، الكثير من المداد مهددا بالقطيعة بين البلدين…
تدومون كما ترومون.
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment