قال الشيخ محمد ناصر السنة:
هذه عجالة في الرد على الأخ الفاضل: أحمد ولد محمد الله الموسوي اليعقوبي، كتبتها على فترة من الشعر وانقطاع من المدارسة، ولكن لم أجد بدا من الرد على هذه التحية الشعرية، وأشكره على البعد عن التجريح والنيل من الأشخاص.
1- وَقفْتُ عَلَى الرَّبعِ الحبيبِ الْمُؤثَّلِ *** حَزِيناً وما لي عنه من متحوَّل
2- وُقوفَ الذي ما غيَّر النأيُ وعْيَه *** ولا شكَّ في آيٍ ولا رَسْمِ مَنزِلِ
3- هناك شَرِبنا قَرْقَفَ الحبِّ صافيا *** نُصيخُ إلى لحنِ الهوَى في تبتُّلِ
4- أُسامِر سُمَّاري لدَى سَمُراتِه *** وأغذُو الحجى من نخلِه الْمُتَثَوِّل
5- وليس بُسُوقُ النخل عنِّي بمانع *** قطافَ الجنى من غُصنه الْمتهدِّل
6- يقولون قد بان الحبيبُ ودونه *** رَسِيمٌ وإسئادٌ بيَهْماءَ هَوْجَلِ
7- فقلت: له من لاعجِ الشوقِ مَرْكبٌ *** وعَيْنٌ إذا حار القطا لم تُضَلَّلِ
8- أُتابع إِهماجِي على خُطواته *** وأُدمِن إدلاجي وإن لام عُذَّلي
9- لقد أنذر الواشي فكيف تدثُّري *** وقامت صباباتي فكيف تزَمُّلِي
10- تيَمَّمْتُه طَفْراً وليس بخُلَّبِ *** سَنىً لاحَ لي من برقِه الْمُتهلِّل
11- سنَى الحق لا يخفى عليك ضياؤه *** وليس بخدَّاعٍ ولا مُتَبدِّل
12- توسَّلتُ بالحق الذي هو ساطعٌ *** إلى الحق أسعَى نعم ما مُتَوسَّلي
13- ثِماليَ في أسمائِه وصفاتِه *** بها لِمَنالِ السُّؤل أرجو توَصُّلِي
14- بصالح أعمالي توسَّلت ضارعاً *** وفي دعوة الْمِفضال يُلفَى توسُّلي
15- وفي غيْر هذا ما لقيتُ أَثارَةً *** من العلم ترقَى للدليلِ الْمؤَصِّل
16- فأما الذي بالجاه يقفو توسُّلاً *** فقد ساق للأعمَى حديث التوسل
17- ورُدَّ بأنْ قد دار إسنادُه عَلَى *** أبي جعفرٍ في صَرَّة([1]) لم يُزيَّلِ
18- تَسَمَّى به عند الوُعاةِ ثلاثةٌ *** وفيهم ضعيفٌ كالرِّدَاءِ الْمُسَلسَلِ
19- وقد رجَّح الخَطْمِيَ إسنادُ أحمدٍ *** فنَاءَ عنِ الإعلالِ نَوْءً بكَلْكَلِ
20- ويَبقَى انعدامٌ للمتابِع مُقلقاً *** ففي النفسِ يُضحي حَمْيُه حمْي مِرجلِ
21- على أننِي سلَّمتُ صحةَ متنِه *** ويَبقَى مجالٌ رَحْرَحٌ للتأَوُّل
22- فقد جاء في هذا الحديث توسُّلٌ *** بأحمدَ نعمَ السعيُ للمتوسِّل
23- ونحن زعمنا أنه بدُعائِه *** وقلتُم بجاهٍ فهوَ خُلْفٌ بمُجْمَل
24- وما نُصَّ فيه الجاهُ، بل ضَمَّ متنَه *** (وإن شِئتَ أدْعو) للحبيب الْمبَجَّل
25- (وشَفِّعْه فِي) دلَّت على أنَّهُ الدُّعا *** وصَحَّ بها الإسنادُ عند ابنِ حنبلِ
26- وأما دليلُ القائلين بمنعِهِ *** ففيه لِمَن يبغي الهدى خيرُ مَوئِل
27- دليلُهمُ الأصلُ الذي هو مانعٌ *** مِنِ اِحداثِ شرعٍ قبل نصٍّ مُحلِّل
28- وأدعيةٌ تروَى بكل تَوسُّلٍ *** لأبيضَ يُرْجى لِلْحَبِيِّ الْمُكلَّل
29- توَسُّلُ فاروقٍ بعَمِّ نبِيِّنا ***وقَولتُه [كُنَّا] دعتْ للتَّأمُّلِ
30- فهل عَدَلَ الأصحابُ عن جاهِ أحمدٍ *** وهل غاب جاهُ المصطفَى بالترَحُّلِ
31- ولكن ثوَى الهادِي ولم يُمكِنِ الدُّعا *** فلاذُوا بعمِّ الهاشميِّ الْمُؤمَّل
32- وجاء دُعا العباسِ عند توسُّلٍ *** تخلَّلَه مثلَ الوِشاحِ الْمُفَصَّل
33- معاويةٌ ينحُو يزيدَ بنَ أسودٍ *** كذلكمُ الضحاكُ أيضا بِمحفَلِ
34- وفي كل ذا يدعو لهم نجلُ أسودٍ *** بوَهْجِ دُعاءٍ صادقٍ متقبَّلِ
35- بِرَبِّك ما للصحب في ذا تواطئوا *** فما طرَقوا جاهَ الحبيبِ الْمُفَضَّل؟!!
36- لقد زيَّنوا جِيدَ التوسُّل بالدعا *** فلم يك عن حَلْيِ الدُّعا بمُعَطَّل
37- وهيهاتَ أن تَلقَى لديهم توسلاً *** بشخصٍ ولا تلقَى دعاءَ الْمُوَسَّل
38- توسلُهم دوماً يدُور مع الدعا *** وفي (دورانٍ) مَسلكٌ للمعلِّل
39- فنَفْيُ الدُّعا بالجاهِ في الشرع مَهْيَعٌ *** وليس تقِيُّ الدِّين بالْمُتقوِّل
40- وقد سبق الأحنافُ للنفْيِ قبلَه *** فلم يكُ نِكْساً عائذا تحتَ قَرْمَلِ
41- فنافٍ لجاهٍ بالتوسُّلِ لم يكن *** مُخالفَ نصٍّ في الكتاب الْمُنَزَّل
42- ولا سُنةٍ إلا أحاديثَ لم يَقُم *** لها سندٌ إذ حطَّها النقدُ من عَلِ
43- ولم يُروَ عن صحبٍ ولا قولِ تابع *** وقُدِّسَ فينا يا لَه مِن مُدَلَّل!!
44- نَعَمْ قاله مِن بعد ذاك طوائفٌ *** أئمتُنا من كلِّ قَرْمٍ مُؤَهَّل
45- فقَدِّسْهمُ مِن دون تقليدِ رَأيِهم *** ولا تك عند الْمَعمَعانِ بزُمَّلِ
46- وعَضَّ على ما قد بدا لك راجحاً *** ولا تُسْرِفَنْ -رَعْيَ الخِلافِ- بمُنصُل
47- وإنِّيَ إذْ أَنفِي بجاهٍ توسُّلاً *** فلم أَنفِ للجاهِ العظيمِ الْمُرَفَّلِ
48- ولكنه تسليمُ مَن كان مُوقناً *** كمالَ الذي قد جاء عن خيرِ مُرسَل
49- عليه صلاةٌ فاحَ في الكونِ نَشرُها *** كما فاحَ نَورٌ في الخُزامَى الْمُهَطَّلِ
50- عليه صلاةٌ قارنَتْ كلَّ قَطرةٍ *** بكلِّ وُضوءٍ للأغرِّ الْمُحجَّل
محمد بن أحمد (الشاعر) ناصر السنة
([1]) جماعة.
Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا
No comments:
Post a Comment