Friday 2 November 2012

موريتانيا بين مولاة بائسة و معارضة يائسة | ‫#موريتانيا أخبار


الجمعة 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









ابراهيم ولد عابدين

يكابد الموريتانيون هذه الايام أوضاعا سياسية لا يحسدون عليها. فمركز السلطة غير معروف منذ أن أجلي الرئيس محمد ولد عبد العزيز على جناح السرعة الى فرنسا للعلاج اثر اصابته في حادث اطلاق نار تضاربت الروايات حول حقيقة الأسباب الكامنة وراءه. و السؤال الذي يزال يطرح نفسه بالحاح هو من المسؤول الحقيقي عن استهداف الرئيس و من أصبح يمسك بزمام الامور في غيابه ؟


منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع و الوضع في موريتانيا يلفه ضباب كثيف. و المواطن يظل نهاره و يبيت ليله على وقع الشائعات فيما البلاد تنحدر يوما بعد يوم الى المجهول . و لم تكلف أي جهة رسمية أو غير رسمية نفسها عناء البحث بجدية عن الاجابة على تساؤلات المواطنين الحائرين بين الشائعات و لا أحد اهتم بالتحدث الى الرأي العام الوطني في الموضوع اذا استثنينا ما أدلى به بعد صمت طويل رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بوالخير الذي أضحى الكثيرون منذ بعض الوقت يتساءلون هل انتماؤه الى المعارضة أو الى الموالاة أو الى منزلة بين المنزلتين.


و لم يقدم ولد بوالخير معلومات جديدة تذكر ما عدى أنه تمكن من الحديث مع الرئيس ولد عبد العزيز عبر الهاتف وأن هذا الأخير حي يرزق رغم ان ” صوته كان ضعيفا ” على حد تعبير ولد بوالخير. أما الموالاة و المعارضة فلم يكن أداؤهما خلال الأحداث على مستوى ما يحق للمواطن الموريتاني انتظاره من نخب سياسية درجت على التشدق بالمسؤولية و الغيرة على الوطن. فالموالاة و في مقدمتها الاتحاد من أجل الجمهورية أصابها الخرس ولم ينبس أي من زعمائها ببنت شفة و توارى معظم قياداتها عن الأنظار طيلة الأيام الاولى من الازمة تاركين مهمة الذود عن النظام الى جماعات متفرقة من أقارب و أصدقاء الرئيس عزيز.


وقد أخذ بعض هذه القيادات يظهر على استحياء في اللحظات الأخيرة ظهورا بائسا يبعث على الشفقة اكثر من أي شيء آخر . أما الحكومة فقد ارتبكت منذ الوهلة الاولى و تجلى ذلك في تصريح وزير الاتصال الذي قال ليلة الحادث ان الرئيس أصيب اصابة خفيفة في الذراع من جراء نيران صديقة . و لم يكن الجيش أحسن حظا في تعامله مع الأحداث اذ خرجت قيادة أركانه على المشاهدين بمقابلة تلفزيونية مثيرة للجدل مع ضابط من سلاح الجو اعترف فيها هذا الاخير ببساطة أنه هو من أطلق النار على الرئيس ولد عبد العزيز عن طريق الخطأ و قد أثارت هذه المقابلة الغريبة مزيدا من الشكوك و علامات الاستفهام .


أما أحزاب المعارضة التي اعلنت فور الحادث تعليق نشاطاتها تعاطفا مع الرئيس ولد عبد العزيز فسرعان ما جنحت الى المطالبة الخجولة بإسقاطه متعللة هذه المرة بعجز الرئيس وبضرورة تطبيق مواد الدستور المتعلقة بحالة شغور منصبه. و قد الحق هذا التذبذب ضررا بالغا بصورة المعارضة فلا هي ثبتت على موقفها الايجابي من التطورات واغتنمت الفرصة السانحة لمد جسور التواصل مع السلطة من أجل تجاوز الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد و لا هي اتخذت موقفا فاعلا و حازما من شأنه اجبار ولد عبد العزيز على التخلي عن الحكم في وقت كانت فيه مؤسسات السلطة تترنح. و انما عادت المعارضة الى أساليبها الضعيفة و خطاباتها الممجوجة التي اثبتت فشلها في كل الرهانات السابقة و قد يئس انصارها من قياداتها القديمة كما يئس الكفار من اصحاب القبور. فالى متى ستظل موريتانيا ضائعة بين موالاة بائسة و معارضة يائسة ؟


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment