Thursday 8 November 2012

ماذا تنقمون منا؟ | ‫#موريتانيا أخبار


الخميس 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









الشيخ أحمد ولد محمد غالي ـ والي متقاعد

كنت قد كتبت منذ أسابيع بعد ما قررت الانتماء لحزب تواصل مقالا بعنوان “لهذا أدعم تواصل” أردت أن أشرح فيه ولو بعجالة الأسباب التي دفعتني إلى المشاركة السياسية من خلال حزب تواصل ذي التوجه الإسلامي.


ولم أسهب في الشرح وكان مجرد بيان يشير لـ “من نور الله قبله” وكلنا منورون والحمد لله بنور الإيمان، أسباب انتمائي لهذا الحزب وضرورة مشاركة الجميع منه أو من غيره لرفع التحديات المحدقة بالبلد.


ولاقى هذا المقال استحسانا، بل إعجابا لدى الكثير من المواطنين من مختلف أطياف المجتمع وخاصة العلماء وأهل العدل والإنصاف الذين يقتدى بهم، وهذا ما شجعني كثيرا وحمدت الله عليه.


ومع ذلك فإني لاحظت أن بعض الألسن لا تزال تمتد إلى “التدين بالسياسة” وتكيل الشتائم والإهانات لأصحابه، وهذه الألسن والأقلام الحرة تشجع هي الأخرى وكانت متوقعة خاصة في إطار حرية الكلمة التي يقول المرحوم جمال عبد الناصر “إنها أول مقدمة للديمقراطية”، إلا أنه لابد من البينة أن الحرية يجب أن تبقى في حدودها حيث لا تتعدى لحدود الآخرين والرفق ما صاحب شيئا إلا زانه، وكنت أود أن لا أعلق على هؤلاء خاصة أنهم لم يوجهوا لي شيئا بالاسم لولا أن رأيت أن ذلك يتنافى وواجبي ما دمت أخذت على نفسي أن أساهم في إصلاح المجتمع وصونا للعرض وكذلك دفاعا عن الحق واستشرافه.


أول ما أقول لهم أن الدافع الأول لأي عمل سياسي في إطار حزب يرفع شعار الإسلام وحتى أي عمل يحمل على مرضاة الله تعالى وليس الرغبة في مركز اجتماعي تتسامى تربية المسلم العادي الركون إليه إذ لا يريد في الأرض علوا ولا فسادا مع أني أتساءل من هو هذا الذي فقد مركزه الاجتماعي حتى يكون بحاجة للبحث عنه؟.


ثانيا: أقول لمن يشك في صدق نية هؤلاء الأحرار ـ أن ما في القلب لا ينتهظ له ـ مع أن التربية الأسرية والتعليمية لجل منتسبي الحزب تملي عليهم تفادي الكذب والنفاق والابتعاد أشد الابتعاد عنهما.


ولا أرى أن هاتين الخسيستين تجللتا يوما في سلوك الناشطين بحقل التدين السياسي، وهما اللتان ينفر منهما الطبع السليم.


ثالثا: أن الموريتانيين ربما لسبب نخبتهم لا يزالون “يجسون” حيث لا يوجد الوجع، ولا أرى أن التفرقة وتبادل الشتائم مما يقدم البلد بل لا يستفيد منها إلا أعداؤه الذين لهم مصلحة في أن يبقى حالته المأساوية على ما هي.


إن معركة البناء ليست بين بعضنا مع البعض لأننا متساوون في المأساة وحري بنا أن نتكاتف لمجابهة الفقر والجهل والمرض (قبائل، وأعراق…إلخ).


القضية ليست بين فئة وفئة أو جهة وجهة ولا بين أصحاب تخصص وتخصص ولا عمر وعمر، ومن يفهم الديمقراطية بأنها تدعو إلى خلاف عقيم لم يفهم عنها شيئا إنما نحن جميعا أبناء وطن واحد وبنفس الدرجة، فلا ننسى قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).


وأنصح كتابنا أن يفيدوا ويرشدوا لما فيه الخير وجمع الشمل وكما يقال: “الحياة كلمة” وإلا فليمتثلوا ما قال الشاعر:


تكلم وسدد ما استطعت فإنما … كلامك حي والسكوت جماد


فإن لم تجد قولا سديدا تقوله … فصمتك عن غير السداد سداد


إن التعالي على الآخرين بغير حق شرعي لا يجوز وأولى بنا التواضع لله وخفض الجناح للمسلمين، فمن يسر يسر الله له ودين الله يسر. أما التنقيص من الآخرين فإذا كان لسبب أخطائهم معاصيهم فمن منا لا يخطأ ويعصي؟


وعلينا جميعا أن نتفاءل خيرا بأمتنا التي لا يزال باستطاعتنا أن نصنع مستقبلها، حيث نتملك الثروات وكل ما تمتلكه الشعوب التي تقدمت، وأن نظن بشعبنا خيرا، بل أن نأمل أن يخرج الله من أصلاب الكفار من يومن بالله ورسوله فضلا عن أن نسيء الظن بأبناء المسلمين.


والله ولي التوفيق.


الشيخ أحمد ولد محمد غالي


والي متقاعد


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment