Friday 9 November 2012

دراسة تكشف ضلوع المخابرات الجزائرية في تحريك الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل | #موريتانيا أخبار

عبد الصمد الصالح


ربطت دراسة حديثة أشرف على إعدادها باحثون من فرنسا وشمال إفريقيا، واستمرت على مدى سنوات، وجود مؤشرات قوية على ضلوع المخابرات الجزائرية في تمويل وتحريك بعض الجماعات الإسلامية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء وداخل الجزائر نفسها.


وخلصت الدراسة، التي حملت عنوان «تنظيم القاعدة في المغرب العربي، أو التاريخ الغريب للجماعات السلفية في الجزائر»، أن الجماعات المسلحة في المنطقة تنتمي إلى نفس البيت الذي تنتمي إليه المخابرات الجزائرية، معززة استنتاجها بما يجري حاليا في مالي، بعد سيطرة عدد من الجماعات الإسلامية وغير الإسلامية على مناطق واسعة في شمال البلاد، وحدوث انقسامات وتوترات بين الفصائل الإسلامية المختلفة، فيما لا يزال الموقف الجزائري مترددا بشأن التدخل عسكريا في جارته الجنوبية.

وذكرت الدراسة أن الجزائر لجأت في يناير الماضي إلى عرقلة سيطرة الحركة الوطنية لتحرير أزواد على شمال مالي، تفاديا لإعلان قيام جمهورية مستقلة للطوارق، بتوظيف الزعيم الإسلامي المتشدد «إياد أغ غالي» المعروف بأنه رجل الجزائر في المنطقة، حسب وصف الدراسة، حيث قام بقيادة مجموعات إسلامية مسلحة وإعلان قيام «دولة الشريعة» في تمبكتو وغاو، وكان السبب وراء ذلك إرسال رسالة للمجتمع الدولي تحذر من انتشار التطرف، حتى يتقاعس عن دعم الطوارق في مساعيهم الاستقلالية، وهو أمر سيفتح تحققه المجال أمام تصاعد مطالب الانفصال في منطقة القبائل الجزائرية.

ويرى الباحثون وجود ارتباك شديد في الموقف الجزائري من الأزمة في مالي منذ انطلاقها قبل نحو سنة، خصوصا مع سحب «دبلوماسييها» من مدينة «غاو»، وفشلها في تقديم المساعدة للاجئين، وذهاب المساعدات الإنسانية إلى أماكن غير معرفة، لا يستفيد منها مستحقوها، ومنع وصول الجرحى إلى المستشفيات الجزائرية وإغلاق الحدود في وجه الحالات الإنسانية. في الوقت الذي أشارت المعطيات إلى إشراف ضباط من الجيش والمخابرات الجزائرية على تدريب مقاتلي جماعة «أنصار الدين»، التي يقودها «إياد أغ غالي»، ومدها بأطنان من المساعدات الإغاثية للإشراف على تقديمها للمواطنين المحتاجين في مناطق الطوارق من أجل تقوية شعبية الجماعة ومقاتليها، وضرب مصداقية الحركة الوطنية لتحرير أزواد في المقابل.

وتؤكد الدراسة أن العلاقة بين المخابرات الجزائرية والجماعات المسلحة لا تقتصر فقط على جماعة «أنصار الدين»، بل تتعداها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفسه، ويعكس استمرار الحرب في الجزائر سعي المخابرات إلى الاستمرار في التحكم بخيوط اللعبة بمنطقة القبائل، والتي قد يؤدي استقرار الأوضاع فيها إلى تصاعد مطالب الاستقلال، دون إغفال دور النزاع المسلح في إخماد جذوة «الربيع العربي»، الذي لم يصل الجزائر بعد.

وتزامنا مع صدور الدراسة تأكد وصول وفد عن جماعة أنصار الدين إلى الجزائر العاصمة، واستعداده لإعلان انفصاله النهائي عن تنظيم القاعدة، وسعيه إلى بناء حوار فعال مع الأطراف الدولية، للوصول إلى حل للأزمة في شمال مالي. ونقلت صحف جزائرية عن مسؤول أمني كبير قوله إن زعيم جماعة أنصار الدين «إياد أغ غالي»، الذي أيد على الدوام إقامة علاقات مع الجزائر، «سيكون على استعداد لإصدار إعلان ينأى بنفسه فيه رسميًّا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وسيقبل فيه بدور الديمقراطية».

كما تأتي الدراسة بعد أيام من وصول مئات من المقاتلين الصحراويين إلى شمال مالي للانضمام إلى الجماعات المقاتلة هناك، وهو ما عزز فرضية ضلوع المخابرات الجزائرية في إدارة الصراع، والسعي لاستغلاله سياسيا، حسب باحثين في شؤون الجماعات الإسلامية بالمنطقة، تحدثت إليهم «المساء» في وقت سابق.


المصدر




Filed under: موريتانيا, مالي, أخبار, الجزائر Tagged: مالي, الجزائر

No comments:

Post a Comment