Monday 19 November 2012

غزة بين النار والدولار! | ‫#موريتانيا أخبار


الاثنين 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









بقلم: الاستاذ محمدن ولد إشدو

لقد ظلت العقيدة العسكرية لإسرائيل وحلفائها في حربهم على العرب والمسلمين هي هي منذ نشأة إسرائيل، لم تتبدل ولم تتغير إلى يومنا هذا. إنها اغتنام الفرص التي يخلقونها للانفراد بشعب عربي أو مسلم يسومونه سوء العذاب على مرأى ومسمع من أهله المكبلين بقيود العبودية والانحطاط فلا يستطيع منهم أحد أن يحرك ساكنا رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن دورهم آت لا محالة ريثما يفرغ الوحش من التهام فريسته… وهكذا دواليك!


وحده القائد العربي الراحل جمال عبد الناصر -رحمه الله- مَن تمرد على تلك العقيدة وأعلن مقولته الخالدة التي لفها النسيان اليوم فلا يتذكرها أحد رغم إلحاح الحاجة إليها: “إن البادئ بسوريا سوف يثني بمصر”! وقد كلفته ما كلفته؛ لكنه كان صاحب قضية.. وأصحاب القضايا لا يموتون.


ومنذ توقيع اتفاقية كامب ديفد المشؤومة وخروج مصر من وطيس الصراع العربي الإسرائيلي وارتماء السادات ومبارك في أحضان إسرائيل وحلفائها، وتدمير العراق، توطدت هذه العقيدة أكثر فأكثر وأصبحت قاعدة مطلقة تحكم عربدتهم وعدوانهم الدائب: انفردوا بالسلطة الفلسطينية سنة 02 وحبسوا عرفات في دار المقاطعة ثم قتلوه غيلة وصبرا فلم يحرك العرب والمسلمون ساكنا! وانفردوا بلبنان بعد ست سنوات من هزيمتهم فيه ودحرهم منه على يد المقاومة اللبنانية الشامخة فكان رد “العرب” إدانة “المغامرات غير المحسوبة” والتشفي في المقاومة، والصلاة من أجل هلاكها! وانفردوا بغزة سنة 08 فكان ما كان مما يندى له كل جبين حر!


وكان هذا الهوان والذل والاستكانة البركان الذي فجر ثورة الكرامة العربية العظيمة فعصفت الشعوب العربية في أيام معدودة بثلاثة من أسوأ طواغيتها هم ابن علي ومبارك وصالح، وهبت لامتلاك أمرها وإصلاح حالها وضمان أمنها وتوحيد كلمتها وتحقيق مستقبلها.


إلا أن عدو العرب والمسلمين والبشرية جمعاء أخمد نيران الثورة العربية العظيمة قبل أن تطفئ شمعتها الثانية، فلم يبق من “الربيع العربي” سوى الدم والدمار! وساق العرب إلى الاقتتال فيما بينهم وتخريب بيوتهم بأيديهم، حتى يظلوا عبيدا له ينعم بنهب ثرواتهم واحتلال أراضيهم، وتبقى إسرائيل تسرح وتمرح وتعربد فوق جثثهم، وتحفر قبورهم وهم صم بكم عمي: دمروا العراق، واحتلوا ودمروا ليبيا، وقسموا السودان، وأشعلوا الحرب في سوريا واليمن…


ومن المحتمل والوارد جدا أن يعيدوا الكرة من جديد على غزة المحاصرة المنكوبة فينفردوا بها باعتبارها الحلقة الأضعف والأكثر إزعاجا… ولا حياة لمن تنادي!


لا. بل هناك حياة زاخرة ونخوة عربية ورئيس حر وغيور!


كان وحده من نفر خفيفا إلى غزة فكسر حصارها رغم أنف إسرائيل، ودخل فاتحا على صهوة جواده الأبلق! وكيف لا، وهو راعي “الربيع العربي” وصانع الثورة والديمقراطية؟


… ولكنه جاء مبشرا بدين وسط جديد، لا عنف فيه ولا تهديد. دين يلغي الجهاد، ويأخذ الجزية عن يد وهو صاغر من العباد، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، ويتولى قوما غضب الله عليهم!


فآمنت طائفة به وكفرت طائفة.


نصف مليار دولار إطعام مساكين، وللغرب المئون، والبقية تأتي مع التخلص من السلاح والمسلحين، والابتعاد عن حزب الله والسوريين والإيرانيين؛ فتصبح غزة دير ياسين، وتنعم إسرائيل المسالمة بالأمن والأمان إلى يوم الدين!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


• كتب هذا الموضوع قبل العدوان الحالي على غزة الأبية.


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment