Saturday 3 November 2012

إن لصاحب الحق مقالا | ‫#موريتانيا أخبار


السبت 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









يحيى ولد سيدي أحمد باحث ومؤلف

فاجأنا بيان مجلس جائزة شنقيط بنتائج لا تتفق بحال من الأحوال مع المعايير المثبتة حبرا على ورق في موقع الجائزة. هذه المعايير هي: العمق والأصالة والعراقة والإبداع.


ومع احترامنا للفائزين إلا أننا نتساءل: أي عمق بل أي إبداع يمكن أن يُلمس في تناول موضوعات كالمقاومة وكالفقه؟!


لعل مجلس الجائزة لم يُعَنِّ نفسه، بل نظر في الأسماء فقط فإذا شخصياتٌ من” العيار الثقيل” فاستحى أن لا يعطيها.


وهل فعلا لا توجد نصوص مبدعة من بين المترشحة؟


حسب علمي هنالك عمل مبدع كان يجدر بالمجلس أن لا يتجاوزه: لأنه إن كان من باب العمق والإبداع فذاك، وإن كان من قبيل الجهة ونحوها فقد آن الأوان أن يتم إنصاف الشاعر الكبير أبي شجة.


كيف يُظْلَمُ الرجل مرتين؟ خبطتين فرّاصْ يوجعُ!


نستسيغ ظلم الآخرين في الخليج ولكن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهنّد.


وهنالك عمل مبدع آخر أيضا كان من اللائق بالمجلس أن لا يتجاوزه. وإني لأجد أسلوبه النثري من السهل الممتنع فيما أجد أن تحقيقه لآلاف المخطوطات الشعرية وانتشال ما فيها من إبداع من الضياع هو عمق وعراقة وأصالة.


وأعني بالعمل الأخير ديوان الصحراء الكبرى الذي عنيتُ بجمع مادته والتقديم لها بعد تحقيقها. ولا ضير في ثنائي على نفسي هنا؛ لأن السيوطي وجد لي العذر منذ ما يزيد على خمسة قرون.


فللسيوطي رسالة في بيان ذلك سماها: نزول الرحمة في التحدث بالنعمة، قال فيها: إن الأصل الغالب هو: أن يهضم الإنسان نفسه ولا يثني عليها. واستثنى العلماء من ذلك مواضع، قالوا: يحسن الثناء فيها على نفسه بذكر محاسنه، منها: التحدث بها شكرا لله. ومنها: إذا لم يُنْصَفْ أو نُوزِعَ في أمره، أو جُهِل قَدْرُه، أو كان بين قوم لا يعرفون مَقامه. وذكر أدلة ذلك من فعل الصحابة، ومَن بعدهم مِن العلماء. انتهى.


ولَعَمْري، لقد نوزعْتُ ولم أُنْصَفْ بل جُهِلَ قدري، وكنتُ مثل خاليَ الأبر حيث يقول:


أما واليعملات من المطايا ومكنون المحاسن من حذامِ…


ولكن لصاحب الحق مقالا، كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم.


أين هي الموسوعة التي جمعت ما يناهز 7.000 بيت شعر عربي فصيح من شعر منطقتنا أو ما يعرف بالمجال الحساني؟


أين هي الموسوعة التي جمعت 114 شاعرا وإنتاجهم وتراجمهم باستفاضة؟ أين هي الموسوعة التي أصّلتْ تاريخيا للشعر في الوقت الذي قدّمتْ فيه لموضوعها من حيث البيئة المكانية والزمانية والأدبية؟ أين هي الموسوعة التي حفلت بأغراض الشعر بعدد الأبيات المتقدم ذكره؟


أسئلة كثيرة لا أرى أن المجلس أخذ وقته للتفكير فيها، وهي أسئلة مطروحة بالفعل. لأنه حسب علمي لا توجد موسوعة شعرية بهذا الحجم وبهذه المواصفات تم نشرها حتى الآن ما عدا ديوان الصحراء الكبرى.


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment