Sunday 11 November 2012

لاجئون سوريون وسط سوء الأوضاع الإنسانية، لا يريدون العودة إلى ديارهم | #موريتانيا أخبار

لاجئو سوريا أرقام تتزايد وسط سوء الأوضاع الإنسانية





لاجئون سوريون لا يريدون العودة إلى ديارهم




ترجمة: ياسر إدريس

على عكس ما يقوله معظم اللاجئين الفارين من دمار الحرب الأهلية السورية، أكدت لينا محمد (27 عاما) أنها لا تريد العودة إلى بلدها. وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في تقرير من دوميز إلى أن لينا تعيش مع أسرتها في بيت متواضع من غرفة واحدة أنفق عليه 3200 دولار داخل مخيم دوميز في كردستان العراق. وبينما يشكو اللاجئون السوريون في مخيمات تركيا من أنهم داخل ما يشبه السجن، يتميز «دوميز» بأنه مخيم مفتوح؛ حيث تؤكد لينا أن زوجها يعمل نجارا في بلدة محلية هناك، وقالت: «لا أريد حقا العودة إلى سوريا. من المستحيل العثور على عمل هناك».

وأوضحت الصحيفة أن المناطق الكردية شمال شرق سوريا هي إلى حد كبير بمنأى عن العنف الذي دمر العديد من المدن السورية، ومع ذلك، نقلت عن نياز نوري محمد، مدير المخيم قوله: «يصل إلينا ما بين 250 إلى 600 شخص يوميا، ويتواجد حاليا نحو 30 ألفا. رغم أن البعض يأتون من المناطق الكردية في حلب أو كانوا يعيشون في حمص أو درعا، لكن كثيرين تركوا ديارهم في مناطق سلام نسبي على الجانب الآخر من الحدود».

ونقلت عن محمد زوج لينا: «ليس لدينا عمل داخل الوطن، لا توجد وظائف. الشباب يأتون إلى هنا إما تلبية لنداءات المشاركة مع الجيش أو بسبب انشقاقهم، لكن الكثير من الأسر تأتي هنا بحثا عن المال».

وإلى جانب الحياة المدمرة وارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 36 ألف شخص، فإن الصراع المستمر منذ 20 شهرا ترك الاقتصاد السوري في حالة يرثى لها، فبعد انهيار مركز البلاد التجاري في حلب وإغلاق المصانع، أصبح لا يوجد مكان في البلاد بمنأى عن موجة صدمة اقتصادية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين في محافظة الحسكة السورية يعتمدون على الزراعة، وأسهم ضعف المحاصيل في اتجاه الأكراد للبحث عن عمل داخل المدن السورية الكبرى، وهو خيار بات غير متاح لهم الآن جراء العنف. كما توقفت عمليات البناء نتيجة ارتفاع أسعار الصلب وأصبح الكثيرون -ومنهم زوج لينا- يعيشون بلا عمل. وفرضت عقوبات الاتحاد الأوروبي وأميركا مزيدا من الضغوط على الاقتصاد مع توقف صادرات النفط التي كانت %95 منها تذهب إلى أوروبا. ونقلت الصحيفة عن محمد إسماعيل، وهو أحد السياسيين المحليين في الحسكة قوله: «الأزمات أصبحت سلسلة لا نهاية لها وخلقت شعورا من اليأس في تأمين ضروريات الحياة للسوريين».

ويشكو السوريون من التضخم. وقالت أرقام رسمية إن التضخم بلغ %36 في يوليو الماضي متأثرا بضعف العملة، وقال محللون إن أسعار بعض السلع اليومية ارتفعت بشكل كبير للغاية، ونقلت عن ديفيد باترز، من معهد «تشاتام هاوس» في لندن قوله: «أسطوانة غاز الطهي يمكن أن تبلغ أكثر من 10 أضعاف السعر الحقيقي, لأن الطريقة الوحيدة للحصول عليها تكون من خلال السوق السوداء».

وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي: إن الصراع كلف البلاد 34 مليار دولار، رغم قول بعض المحللين إن الرقم أعلى من ذلك بكثير. وفي حين أن الأوضاع في سوريا وخيمة فإن الظروف في مخيم دوميز -الذي صمم لاستيعاب 10 آلاف لاجئ فقط- هي أيضا قاسية. ونقلت الصحيفة عن عائشة عمر (33 عاما) أن زوجها عاجز وخيمتها لا توفر إلا مأوى ضعيفا, لاسيَّما حين يحل فصل الشتاء، وتعيش أسرتها من دون دخل مما يدفعها لاقتراض المال لشراء الاحتياجات الضرورية لأسرتها من المحلات التجارية الآيلة للسقوط داخل المخيم.

وقالت الصحيفة إن المجتمع المحلي لا يستطيع العمل على توفير فرص عمل لكل من يصل المخيم، في حين تشعر حكومة إقليم كردستان بالقلق إزاء تأثير التدفق المتواصل للاجئين. ونقلت عن فلاح مصطفى بكير، وزير العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان قوله: «نأمل أن يكون هذا أمرا مؤقتا، وأن يستطيع هؤلاء العودة، وهو أمر سوف يعتمد على المجتمع الدولي».

ومع ذلك قالت الصحيفة إن الأكراد السوريين اعتادوا على المشقة، بعد أن عانوا سنوات من القمع داخل الوطن تحت حكم حزب البعث. لذلك ورغم كفاحها، تقول عائشة عمر إنها تشعر وكأنها في بيتها، فهي عبرت الحدود، لكن ما زالت في وطنها.



المصدر.




Filed under: مرصد حقوق, أخبار, سورية Tagged: مرصد حقوق, سورية

No comments:

Post a Comment