Wednesday 14 November 2012

من لموريتانيا؟ | ‫#موريتانيا أخبار


الأربعاء 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









الشيخ أحمد ولد محمد غالي ـ والي متقاعد

إن هذا النداء قديم متجدد لكن طبيعة تلبيته تختلف بحسب الظروف وفي كل حال وفي كل زمن ظل أبناء هذا الوطن أوفياء له، وكل ما مر بمحنة قيض له من بينهم من يكشف هذه المحنة ويوصله لبر الأمان.


والظرف الذي تمر به بلادنا اليوم مترد جدا ويحتاج إلى ثبات لتخرج منه سالمة، ومن وجهة نظري فإن الوطن يحتاج اليوم إلى سواعد جميع أبنائه وليس في ظرف يسمح لأي منا بالتخلي عن الواجب، ولكن ما هو الواجب؟


الواجب بالضرورة التدافع إلى الكرسي الرئاسي بأي وسيلة من منطلق أن الغاية تبرر الوسيلة، ولا التباكي على مر الفراغ الحاصل عن مصيبة حسبنا منها: (إنا لله وإنا إليه راجعون).


الواجب اليوم هو إنقاذ هذا الوطن، كيف؟ ليس بأكثر من أن نتصالح مع أنفسنا ومع ذواتنا عند إذن يصبح الطريق سالكا للتشاور على همنا المشترك.


الواجب أن نتخلى عن نزواتنا وغربتنا الضيقة الأنانية ونغلب عليها المصلحة العامة.


الواجب أن يعامل كل منا الآخر كند في المواطنة ويحترم له هذه الصفة ويقدرها.


الواجب أن ندرك أن ما يجرى اليوم في البلد من فساد مستشر هو نتيجة عمل أبنائه به، ولا فائدة في تبادل الشتائم واللعنات وبوصف البعض بالمفسدين مما لم تثبت إدانتهم بهذه الجريمة النكراء والبعض بالمنافقين مما لم يثبت نفاقهم.


من أفسدوا هذا الوطن يعرفون أنفسهم قبل أن يعرف عليهم أحد (والله يعلم المفسد من المصلح)، والمطلوب منهم أن يتوبوا إلى الله وإلى الوطن لعل الله يبدل سيئاتهم حسناتهم ولأن الوطن غفور رحيم، وأفهم جيدا أن من له مصلحة في حالة لا يهدف لتغييرها ولو كانت بالغة السوء، لكن لا أعتقد أن أحدا يعارض قول الحق.


إن هذا البلد كان يوما مهدا لشعاع حضاري امتد إلى العالم بأسره وسمي بأسماء تمجده كأرض الرجال، قبل أن يسمى بالمليون تبتاب أو مليون متألق، وكان مثالا يحتذي أبرز الصلحاء والأولياء الذين يصدعون بالحق ولا يخافون فيه لومت لائم، كما أبرز قضاة وأمراء يحكمون بالحق وبه يعدلون، وابرز رجالا رابطوا بالثغور ليدافعوا عن الحمى، وظل الدين أشد من عارض ووقف ضد الهجمة الإستعمارية باعتراف المستعمر نفسه (المحاظر، ومشايخ الطرق الصوفية) عندما كان الدين بعيدا عن السياسة، ثم جاءت عاتيات الزمن ولحق الجفاف بالبلاد وجاءت الهجرة من الريف إلى المدينة، ثم العولمة ليتأثر مجتمعنا بآثاره السلبية، إضافة إلى أسباب أخرى أدت إلى أن ضاع (العرين) وتبدلت معايير القيم بأن أصبحت المادة تعلو الاستحقاق وفسد كل شيء ولم ينجو من هذه الوضعية إلا من رحمه الله.


ولا يحسبن أحد أني فقيه أو داعية فلهذين المجالين أصحابهم أو من يدعوها ولست بالغباوة بأن اعتقد أن المجتمع الأصلي كان فاضلا أو مثاليا من حيث القيم، وأعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خلفه وجاهد معه من يعرف هو نفسه نفاقهم، وحدث في زمنه بعض المنكرات.


وفي زمن المرابطين الذين يعترف لهم الجميع بالاستقامة في الصرامة وتطبيق حدود الله كما أنزلت فإن منكرات وقعت حتى أن البعض ليهجوهم.


اللهم اجعلنا مع المصلحين ولا تجعلنا مع المفسدين


الشيخ أحمد ولد محمد غالي


الوالي المتقاعد


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment