Tuesday 13 November 2012

كـيـر الحـداد | ‫#موريتانيا أخبار


الثلاثاء 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









سيدي محمد ولد ابه، كاتب صحفي

((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة)). رواه البخاري ومسلم..


قد ينطبق مضمون هذا الحديث الشريف على الإعلام بشكل عام ويمكن بالتالي إسقاطه على واقع الصحافة المستقلة في موريتانيا، والتي تنقسم إلى صنفين لا ثالث لهما، أحدهما “بائع المسك” والثاني “نافخ الكير”..


ولأن الصنف الأول نادر جدا، فقد طغى الثاني على المشهد، وصار يهدد النسيج الاجتماعي – في ظل اتساع هامش الحرية- عبر تسويق الدعايات المسمومة التي لا تخدم أحدا في النهاية، اللهم إلا المتربصين بالوطن، المتحينين الفرص للانقضاض عليه، ولسنا هنا في وارد التذكير بشائعات السبت التي كادت تعصف باستقرار البلاد لما ترتب عليها من أضرار معنوية..


مربط الحديث في هذه السانحة هو المؤسسة العسكرية التي تعتبر بحق أهم عوامل الوحدة في هذا الوطن، بعد الدين طبعا، إذ لا يجمع الموريتانيين بكل مكوناتهم ولا يجتمعون حوله أكثر من هذه المؤسسة التي تذوب داخلها الفوارق الطبقية والاجتماعية والإثنية..


الجميع داخل مؤسسة الجيش ينتمون لقبيلة وجهة وعرق وثقافة واحدة تجسدها مجتمعة الروح العسكرية، والولاء المطلق لله أولا والوطن ثانيا.. تلك حقيقة لا مراء فيها..


والمؤسف أن تجنح بعض الأقلام “الوطنية” إلى التشهير بهذه المؤسسة التي ظلت منذ تأسيس البلاد صمام الأمان الوحيد للوطن والشعب، عبر الزج بقادتها في قضايا سياسية لا علاقة للجيش والقوات المسلحة بها..


ولكي نكون أكثر تدقيقا فإن الحديث في بعض وسائل الإعلام عن اتهام المملكة المغربية بالضلوع في محاولة “اغتيال” الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا يخرج البتة عن مهمة “كير الحداد” الواردة في الحديث الشريف، والتي يمكن ترجمتها هنا في إلحاق الضرر المعنوي بعلاقات موريتانيا بجيرانها العرب والأفارقة.. وتوريط المؤسسة العسكرية في الموضوع لا يخرج عن نفس السياق..


والغبي يدرك أن خبرا كهذا لا يمكن التستر عليه، وأن أول من سيعلنه- إن ثبت- هو السلطات الموريتانية، التي تملك أكثر من وسيلة لإبلاغ الطرف المعني مباشرة بدل اللجوء لطرف ثالث..


وعموما.. يرمي الخبر المذكور –دون شك- إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما تسميم علاقات نواكشوط بشقيقتها الشمالية، ضمن مسلسل محاولات إبعاد موريتانيا عن محيطها العربي، الذي لا يروق ارتباطها به عضويا وحضاريا لكثيرين من دعاة “الرحيل”..


أما ثاني الهدفين فهو البحث عن “صيد” جديد يشغل الرأي العام الوطني أياما قادمة بعد فشل أسلوب الإشاعات والتضليل الإعلامي في تحقيق ما عجز المفلسون سياسيا عن تحقيقه في مظانه عقودا طويلة..


سيدي محمد ولد ابه


كاتب صحفي


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment