Thursday 15 November 2012

غزل الحزب الحاكم للمنسقية: دم أم أحمر شفاه؟ | ‫#موريتانيا أخبار


الخميس 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012










اجتمع وفد من منسقية المعارضة الديمقراطية يضم رئيسها الدوري صالح ولد حننه و محمد مولود (رئيس اتحاد قوى التقدم) و احمد لفظل (من تكتل القوى الديمقراطية) بقياديين في الحزب الحاكم من بينهم رئيسه محمد محمود ولد محمد الامين ونائبه محمد يحي ولد حرمه (حوياتو) والبرلماني سيدي محمد ولد محم.


الاجتماع كان مثيرا جدا، حيث كان أول اجتماع يضم معارضين (غير محاورين) مع بعض صقور الموالاة، الذين تعودوا ان يهاجموا المعارضة في كل تصريح لهم وتلويح، خصوصا حوياتو و ولد محم. كما كان مثيرا ايضا أن الإيجاز الاعلامي الذي وزعته أمانة الاتصال والاعلام بحزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم كان بالغ المرونة، حيث تحدث بإيجابية عن ضرورة قيام تشاور وطني موسع ودائم، معتبرا أن المعارضة من “الجهات السياسية الوطنية” بعد أن طال وصفها من طرف حياتو و ولد محم بـ”الجهات الساعية لخراب البلد، المؤتمرة بالخارج الممتثلة لاجندات أجنبية، عدو المكاسب والانجازات الكبيرة للأخ القائد محمد ولد عبد العزيز”..


لقد كاد الإيجاز الصحفي يقطر رقة وتفهما وتسامحا واحتراما لاختلاف الرأي، بل أنه آبعد من ذلك لم يتطرق ولا بشطر كلمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، ولعله أول منشور اعلامي للحزب الحاكم لايرد فيه اسم “الرئيس المظفر”.


و تأتي اللغة السمحة بعد رسالة الحزب الحاكم التي رد بها علي رسالة المنسقية التي تم توجيهها للطيف السياسي الوطني. والتي لم تخلُ فيها لغة الخطاب من جفاء وغلظة.. فما هو ياترى سبب التغيير المفاجئ في التعاطي بين الحزب الحاكم ومعارضته؟.. ولماذا أصر الحزب الحاكم في اجتماعه الأخير مع قياديي المنسقية على أن يتم التعامل معه كأغلبية تحكم البلاد؟ ولماذا ايضا اشترط التعاطي الايجابي مع مقترح التشاور الموسع بتجميد المعارضة لنشاطاتها، التي من بينها الخروج للشارع والتظاهر؟


هل يريد الحزب الحاكم أن يوقع المنسقية في تناقض خطابي حين تدعو لشغور منصب رئيس الدولة، وتعتبر آن الرئيس محمد ولد عبد العزيز “رئيس السابق” ثم تتعامل في نفس الوقت مغ اغلبيته باعتبارها أغلبية رئاسية، مع أن المفترض في خطاب المعارضة أنها اغلبية رئاسية سابقة؟!


و هل ان هدف الحزب الحاكم من اشتراط تجميد المعارضة لنشاطاتها هو المناورة من اجل كسب الوقت، وإضاعة فرصة التحرك في الوقت المناسب عليها، بعد أن طال تلكؤها وتعثرها في استغلال الوضعية القائمة؟.. وهل هي خدعة يمكن تمريرها علي معارضة طالما تكسرت فيها نصال خداع الاغلبية علي النصال، منذ اتفاق دكار؟.. حيث يبدو أن “الوقت” الآن هو العدو الوحيد لحلفاء ولد عبد العزيز ومؤيديه، حيث يدارونه بـ”الاتصالات الهاتفية من الصوت القادم من خلف غيوم فرنسا” و بـ”الاستعدادات الجارية لاستقبال الرئيس لدى عودته” وبـ”الصور المفبركة”..هذا الوقت الذي هو كالسيف في مساورته انصار ولد عبد العزيز إن لم يقطعوه قطعهم!


وعلي هذا، فهل ان اللغة الجديدة في خطاب الحزب الحاكم للمعارضة، هي بوادر النهاية السياسية لنظام ولد عبد العزيز، مما يحتّم علي حزب لايقوم علي اساس برامج سياسية او مبادئ اوقناعات ايديولوجية، وانما هو اشبه بنادي تبادل مصالح وامتيازات، يدور مع الزجاجة حيث دارت، أن يحتاط لما بعد أفول النظام، كما احتاط له ساعة اصابة الرئيس بالسكوت المطبق، الذي دام اياما، قبل أن يكسر هدوئه تصريحان لنائبين من نوابه.؟ ام أنها “الحرب والمكيدة” تقتضي احيانا لين القول حين لا تجدي غلطته.


صفية بنت العربي/ تقدمي


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment