Wednesday 14 November 2012

كائن واحد ينقصكم… | ‫#موريتانيا أخبار


الأربعاء 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









بقلم: أحمد ولد الشيخ، كاتب صحفي

منذ يوم السبت 13 أكتوبر، وأعْيُن الموريتانيين مشدودة نحو فرنسا التي نُقِل إليها رئيسهم بسبب إصابته، وفق الرواية الرسمية، برصاصة “صديقة”. فالبلد يسير على إيقاع ظهور متكرر وتصريحات ومكالمات هاتفية من رئيس يبدو شبيها بشكل كبير بالكبريت الأحمر الشهير الذي يقال إنه يُذكَر ولا يُرَى.


لم يظهر الرجل من فرنسا إلا مرتين، أقل حالهما أنهما خافتتان، مع وزير الدفاع الفرنسي ومع الجنرال الذي أجرى له عملية جراحية. ففي حين لم تترك الصورة الأولى -بالتأكيد- أي مجال للشك بشأن مصداقيتها، وبدا فيها الرجل متعبا وبقَسَماتِ وجه مرتخية بسبب دقة العملية الجراحية التي خضع لها، تسببت الثانية في إثارة كل أنواع التفسيرات.


فقد أدلى الجميع بدلوه في التعليق عليها، وقام البعض بتحليلها فنيا لإظهار أن الأمر عبارة عن فبركة ضخمة. واستدلوا على ذلك بأن أي هيأة رسمية لم تنشر أي شيء عن الرئيس منذ رفعه، إلا كلمة بدون صوت ولا صورة بمناسبة عيد الأضحى.


علاوة على ذلك ربما يمكننا أن نتساءل عن أسباب هذا التعتيم؟ لماذا لم يبث التلفزيون الموريتاني واليومية الرسمية صور الرئيس التي تم تسليمها، يدا بيد، للصحافة المستقلة؟ كان لا بد لهذه الهيئات التي تسارع إلى إنتاج أشنع الإطراءات، أن تتلقى توجيهات صارمة بعدم نشر مثل هذه المعلومات رغم أهميتها في الحملة التي يشنها الآن أنصار النظام بشأن عدم شغور المنصب. في حين أنه “لم يكن إلا في إجازة” كما يقول ولد ابراهيم اخليل السفير الجذل في باريس، والذي يُسَير، كما يبدو، عملية الاتصال الحكومي، على الأقل بشأن الحالة الصحية للنزيل الأبرز في مستشفى بيرسي. الشيء الذي لم يحقق فيه نجاحا كبيرا، بعيدا عن ذلك. فمن البداية إلى النهاية، أسفر الاتصال عن كارثة حقيقية وأنتج أثرا عكسيا زاد من الارتباك.


فمن خرجة وزير الاتصال، في أول ليلة، مرورا بخرجة الملازم أول الذي أطلق النيران “الصديقة”، وانتهاء بالصورة الأخيرة المُرقعة مع الطبيب الفرنسي؛ كل هذا ليس سوى صبيانية ولعبة هواة في حدهما الأقصى. لا يمكن للمرء أن يكون ماهرا في الاتصال مرة واحدة. وليس من قبيل الصدفة أن يستدعي رؤساء الدول الكبرى في العالم مستشارين متخصصين في هذا المجال الدقيق، حتى لا يظهروا وهم مثيرون للسخرية أو سابحون عكس التيار. ولكن علينا أن لا نبالغ في النميمة بالإشارة إلى عدم كفاءة من يتحكمون في مصيرنا؛ فعدم كفاءة هؤلاء بنيوي. ما يهمنا الآن هو أن بلدنا يسلك طريقا صعبة، في ظل غياب من كان يدعي التحكم في حياتنا.


فمن أصغر إنفاق للخزينة العامة إلى أكبر صفقة، لم يكن يفوت شيء على هذا الرجل الذي كان ينام بعين واحدة. وفي ظل غيابه، يوجد فراغ كلي. هنالك كائن واحد ينقصكم ليتم إخلاء السكان من كل هذا. إلى متى؟ إلى أي مدى يستمر هذا الانحراف الدستوري؟ إن الطبيعة تمقت الفراغ: فمتى سيتقرر، في النهاية، استئناف الحقوق في موريتانيا؟


ترجمة: نور أنفو


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment