Thursday 8 November 2012

رئيس الدولة و التجاذبات السياسية | ‫#موريتانيا أخبار

استوقفتني في لحظة من اللحظات مسيرة ليلية . غير منظمة استمعت إلى بعض شعاراتها ولم أفهم من الكلمات المرددة إلا عزيز! فهمت أن الأمر يتعلق برئيس الجمهورية, حاولت الإصغاء إلى الشعارات مرة أخرى فإذا بكلمة سيعود عزيز رغم أنف المعارضة وتصاحب هذه الكلمات حركات يفهم منها أن هناك أطراف تتصارع على الأمر.

فكرت في المشهد وبدأت أتأمل الوضع في موريتانيا ماهي هذه الأطراف المتجاذبة والمتصارعة على عزيز عودته أم عدمها؟استفسرت بعض المهتمين فإذا بهم جميعا مجمعين على عبارة واحدة الدولة متوقفة بسبب غياب عزيز بدون أن يلفت انتباه المتحدثين أنهم نطقوا كلمة دولة وأنها متوقفة أو هكذا يعبرون .


والبعض منهم ذهب إلى القول أن المعارضة تحاول زعزعة الاستقرار في ظل غياب عزيز وأن المتصدي لها هو الاتحاد من أجل الجمهورية أو بعض أفراده قادني هذا الطرح إلي البحث عن مصادر إعلامية علي افهم منها الحقيقة فإذا بالإذاعات الحرة تجري نقاشات وحوارات مع ممثلي بعض أحزاب المعارضة وبعض أعضاء الاتحاد من اجل الجمهورية, ومن هنا بدأت أتابع تقييمهم للساحة السياسية للجمهورية والوضعية الصحية للرئيس فإذا بممثلي الاتحاد يحللون الوضع وكأنهم في حملة انتخابية ويخاطبون الأخر وكأنه عدو ويسترسلون في الكلام غير المقنع وينسون أو يتناسون أن المستمع بحاجة إلي أن يعرف الواقع كما هو خاصة الوضعية الصحية للرئيس بصفته رئيسا للجمهورية الإسلامية الموريتانية وليس رئيسا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية هذا الاتحاد الذي يتميز رواده بأنهم أبناء أو حفدة أحزاب كل من حزب الشعب والهياكل والجمهوري وعادل هم أنفسهم معتنقي أفكار ومبادئ الاتحاد من أجل الجمهورية , وهم كذالك أنفسهم من سيتحول إلى الحزب الحاكم الوريث للاتحاد والدولة بالنسبة لهم هي{ الرئيس الجالس علي الكرسي }


وليست الدولة كمؤسسات ولا الوطن كهدف أسمى فالانتماء بالنسبة لهم لحزب الدولة هو التقرب للرئيس والنافذين للحصول على منصب وظيفي أو انتخابي أو مكاسب شخصية ,وعندما يشعرون بأي تهديد لكرسي الرئيس الذي يتخندقون حوله واليه يتزلفون فإذا بهم يتدافعون نحو أملهم الجديد وسيحاولون التصفيق له بمجرد أن يستشعروا إمكانية وصوله إلى السلطة مستقبلا , وهكذا يختزلون الوطن في منافع شخصية تخصهم وذويهم بغض النظر عن الوطن كمفهوم .


أما المتحدثون باسم المعارضة فإنهم رغم أن طرحهم موضوعي وهو البحث عن حقيقة صحة الرئيس ومن يسير الدولة, وهذه تساؤلات مشروعة لأي مواطن; ومن حقه أن يعرف الحقيقة إلا أنهم أو بعضهم يتسرع ببعض الألفاظ التي لا محل لها والتي لا نجد أرضية لها في الواقع , وهذا النوع من التشويه ألغير مبرر لشخص مازال يحسب علي أنه رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية ويجب احترامه كنوع من احترام سيادة الدولة .


ومن المعروف أن المعارضة أيا كانت تبقي عنصرا إيجابيا في الأنظمة الديمقراطية ودورها هو البحث عن الحقيقة وتوضيحها للمواطن بطريقة تنم عن اهتمامها بالشأن العام ومصير أوطانها و يجب ألا يستنكر علي المعارضة أنها بحثت عن الحقيقة فالكل يبحث عنها وفي حيرة من أمره في ظل تجاذبات سياسية لا مصلحة للبلد فيها خاصة أننا في وضع دولي وإقليمي غير مستتب فنحن في عصر ثورات الربيع العربي بالنسبة للمنطقة العربية وكنا شهودا علي تهاوي كراسي كاد أن يعبد أصحابها من طرف أحزاب سياسية حاكمة وهي أول من أنكر انتماؤه لها بعد أن تغير الوضع ،ونعيش الآن ظروفا إقليمية تنذر بنشوب حرب ضد التطرف في شمال مالي.


ونحن شئنا أم أبينا أول من سيتأثر بالوضع في المنطقة لموقعنا الجغرافي وبحكم تداخل المجتمعات علي أطراف الحدود أما الوضع الداخلي للبلد فإنه يتطلب من الجميع التعقل وجعل الوطن اسمي من كل اعتبار وعلي الجميع أن يعرف أن موريتانيا دولة هشة تجب المحافظة عليها ولن يحافظ عليها إلا أبناؤها وبناتها المخلصون والغيورون علي بقائها وحفظ أمنها واستقرارها والتغيير والتطلع له يجب أن يكون عن طريق صناديق الاقتراع ولابديل لذاك والتعلق والتزلف يجب أن يكون للوطن وليس للأشخاص ولا المناصب فموريتانيا الدولة أولا.




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment