Thursday 8 November 2012

في الحاجة إلى مَأْسسة الدولة/ موسى ولد حامد | ‫#موريتانيا أخبار

هنا، في موريتانيا، يتم التشبث بالإنسان عندما يكون في ذروة عزه. فيتم تمجيده وتُلْصَق به كل الصفات والنعوت الخيالية، طالما ظل في القمة؛ طالما نجح في التوفيق بين أنغام أهرامات السلطة. والسلطة أو المؤسسة التي يجسدها هذا الإنسان تُمنَحُ، بكل بساطة، أسماء؛ أسماء شخصية، أسماء أعلام. لتصير شخصية بذلك.


في الحاجة إلى مَأْسسة الدولة/ موسى ولد حامد


فلفترة طويلة، وهذا قد يكون مفهوما -ربما- في هذه المرحلة التي أعقبت الاستقلال، كان يطغى على المؤسسة الرئاسية اسم واحد فقط: المختار ولد داداه. ثم إنها باشرت، ما بين 1978-1984، سلسلة من التحولات حملت معها أسماء أعلام أطلقها مَوَالٍ، في مرحلة خارجة عن السياق، على المواليد الجدد المتتابعين والمحترمين. وهكذا حملت مؤسسة الرئاسة، تبعا للدور وللانقلاب، أسماء المصطفى ولد محمد السالك ومحمد محمود ولد لولي ومحمد خونه ولد هيداله.

في دجمبر 1984، أعيدت تسمية مؤسسة الرئاسة باسم معاوية ولد سيد أحمد الطايع. اسم علم. آخر. احتفظت به أكثر قليلا من 20 عاما. ثم تسمت، انتقاليا، باسم اعل ولد محمد فال. ثم انتخبت لنفسها اسم علم جديدا هو سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. قبل أن تصححه ذات يوم من أغشت 2008، فيصير محمد ولد عبد العزيز. وهذا هو اسمها الحالي.

إنه مريض قليلا، هذا الاسم، منذ ثلاثة أسابيع، بعد إصابته برصاصة. وهذا شيء جديد. جديد نوعا ما أن يتلقى رئيسنا رصاصة عن طريق الخطأ. ولكن هذا قد حدث. ولا نستطيع فعل أي شيء حياله. لم نكن نتوقع هذا. كما لم نكن نتوقع، كذلك، أن يقود رئيسٌ سيارةً مشبوهةً بسرعة مشبوهة.

لقد كنا أعددنا دولة مؤسسات. تحمل أسماء مؤسساتية. أسماء مبهمة؛ لأنها مشتركة. أسماء غير شخصية؛ لأن ملكيتها، أي المؤسسات، لا تعود إلى أي شخص. فالأشخاص قد يصابون بنزلة برد أو حمى، وقد يتعرضون لإطلاق رصاصات، بل آلاف الرصاصات؛ حيثما أرادوا ذلك. بينما تستمر المؤسسات في الحياة. دون أسماء. غير شخصية. وغير معروفة الملكية.

Biladi

ترجمة: نور أنفو






المصدر




Filed under: موريتانيا, أخبار Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment