Tuesday 6 November 2012

لم لا تكون “شائعات وسط بحر من الحقائق”؟| ‫#موريتانيا أخبار


الأربعاء 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012











بقلم: المشري ولد الرباني

لا يمكن لرئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، إلا أن يشعر بالمرارة كثيرا أمام المشهد التالي: صمت مطبق ومتمالئ لموالاة ثرثارة في العادة، تهميش متزايد للنقيب سانوغو، اتباع من الجزائر لملة فرنسا في الموقف من مالي، اهتمام من الحركة الوطنية لتحرير أزواد وأنصار الدين بالحصول على نصيب من الجاتو.. وفي المقابل توزيع من المعارضة لأوراق اللعبة بشكل قابل للاستساغة، توجه دولي لتعزيز قبضة الديمقراطيين في باماكو، تعاظم دور مصطفى الإمام الشافعي في رقعة الشطرنج الإقليمية…


في هذا الخضم من الحقائق، استفاق بعض كتاب الموالاة فجأة بعد أن تأكدوا – للمفاجأة – من أن “رئيس الجمهورية حي يرزَق ولله الحمد”. وبما أنه يتحتم عليهم تسجيل الحضور دون أن يكون لديهم ما يقولونه، فهم يحاولون دخول “الحديقة الخلفية” من “الحائط الأقصر”: الإعلام المستقل. وليست هذه المرة الأولى التي يحاولون فيها ذلك، لكنها المرة الأولى التي نقرر فيها صدهم؛ فالوضعية الحرجة التي تمر بها البلاد تجعل من سكوتنا “إشارة خاطئة في لحظة حرجة”. وهذا قد يكلفنا الكثير. لا سمح الله.


إنهم يريدون أن يجعلوا من الإعلام المستقل شماعة يُعَلقون عليها فشلهم؛ لأنهم يعرفون أن “أهل اتويميريت متعارفين” وهم يخشون تعارف أهل اتويميريت. بيد أنه كان عليهم الحصول على أجوبة لأسئلة قد تفيد الإجابة عليها: لماذا يلجؤون في هذا الوقت بالذات، وبعد أن ارتسمت صورة معينة في الأذهان، إلى إمدادنا بـ “حقائق وسط بحر من الشائعات”؟ لِمَ لمْ يبادروا في البداية، وهم المطلعون افتراضا على الحقيقة، إلى إيجاد بحر من الحقائق تصبح معه الشائعات مجرد زبد يذهب جفاء؟ ثم مَن ذا الذي يؤكد أن ما تردد غداة عيد الأضحى مجرد شائعات؟ هل يكفي عدم بث “البيان رقم 1″ للقول إن الدخان قد انبعث من غير نار؟ لماذا يقالُ إن ما تردد حينها مجرد شائعة اعتمادا على عدم وجود أدلة مادية تعضده، ولا يقال – في المقابل – إن مغادرة رئيس الجمهورية للمستشفى هي مجرد شائعة؟ وإن تحسن صحته مجرد شائعة؟ وإن عودته القريبة مجرد شائعة؟ وإن تسييره لشؤون البلاد عن بُعد مجرد شائعة؟


إن الإعلام المستقل، حسب “مصادر عليمة، مطلعة، رسمية، مأذونة، متطابقة، مقربة، وحتى عائلية”، ليس بحاجة لدروس من أي كان، وخاصة من موالاة كثيرا ما أمست موالاة لتصبح معارضة وأمست معارضة لتصبح موالاة. وكل واحد من هذه المصادر يكفي – لوحده – لإثبات الأمر.


سؤال قبل أن نختم: لماذا توجد “حقائق وسط بحر من الشائعات”؟ جواب: لأن الجهات الرسمية اختارت ذلك. هذا يعني أنه يصب في مصلحتها.


سؤال لنختم: من هو أول ضحية لـ “حقائق وسط بحر من الشائعات”؟ جواب: الإعلام المستقل. وهذا يعني أنه عليه التصدي له.


وإن عدتم عدنا.


تدومون كما ترومون.


المشري ولد الرباني


المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment