Tuesday 13 November 2012

حيرة وخيبة أمل … تداعيات ما بعد الحدث | ‫#موريتانيا أخبار


الثلاثاء 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









بقلم د . محمد الحسن اعبيدى

محير أمرك أيها الغائب عنا ببدنه الحاضر فى يومياتنا دون أن ندرك حقيقة ما جري لك عشية الثالث عشر من تشرين الأول المشؤومة التى تركتنا فى ليل من الشك مدلهم لا ندرى متى ومن أين سينبلج فجره .


وشغلتنا عن تدبر أمور دنيانا وديننا، نتسقط أخبارك عبر الأثير عند طلوع فجر كل يوم حتى إيذان شمسه بالغروب و أفول نجم ليله لنتابع رحلة بحث سيزيفية وراء الحقيقة فى بحر لجي لا ترسو سفنه وكأن الله أراد لك الإختفاء لتكون بالفعل القائد الملهم و المعجز الذى تهابه الأعداء قبل الأصدقاء ، تحميك الإرادة الإلهية لتهيئك لأمر لا يدركه غير الخاصة من موالاتك أصحاب العلم الرباني و ” الكشف الإلهي ” أمثال الشيخ ومريديه الذين يعرفون من علم الأسرار الربانية ما يعرفه غيرهم إذ قد يكون دخول “الخلوة ” سبيلا للتفوق والترقى فى مدارج القوم فيخرج صاحبه برتبة أحسن من الرتب العسكرية ” شيخا ” ربانيا ” قطب زمانه ” ” عارفا” ومن ثم لا تستطيع المعارضة منازعتك فى أمر اختاره الله لك بعد أن بعث لك من أصابك بتلك الطلقة التى هي فى ظاهرها طلقة نارية وفى باطنها نفحة نورانية ومن يدرى لعل الرجل ذلك المساء كان متبتلا لقراءة أوراد شغله القصر ورواده وطالبوه عن قراءتها فلما وجد الفرصة سانحة خرج سائحا فى مكان قصي فأراد الله ما أراد وهو” فعال لما يريد”.


و حين أراد الله ما أراد و ليس لنا إلا التسليم فيما يراد و السكوت ولات حين مناص .


فلطالما تكلمنا وطالبنا الرجل بالرحيل وفعلنا من أجله المستحيل ولكن الوقت كان وقت المقيل و إذ أزفت ساعة الظعن أصبنا بالوهن ورعينا مع الهجن لا لُجم ولا رسن و إذا بالمنن تأتى لأصحابها فى المحن فأسقط فى أيدى المعارضين وبهت الموالون فلا بدائل عند الأولين وماذا يرجى من الآخرين فى غياب من بالطاعة إليه يدينون .


وبين الأولين والآخرين يضيع الوطن والمواطن فى وعود تبدت من بعيد للولهان الظمآن ماء فلما أدركها لم يجد سوى السراب و انكفأ على نفسه يندب حظه فى نخبة وطنية لم تترجم أقوالها أفعالا فى الوقت المناسب .


فأين هي اليوم وسفينة الوطن تتلقفها أمواج المتاهات بعد أن تعطلت القوانين وأعدمت التشريعات وعدنا من حيث لا نشعر إلى عهد السيبة كما عاشها أجدادنا و كان الله أراد لسفينة الدولة والنظام المركزي أن تظل مبحرة على شطآن الأطلسي دون رسوٍ لتصدق نبوة شاعرنا الكبير أحمد ولد عبد القادر فى قصيدته السفين :


رحلنا كما كان آباؤنا يرحلون وها نحن نبحر‏


كما كان أجدادنا يبحرون‏


تقول لنا: ضاربة الرمل:‏


واعجبا‏


سفينتكم رفعت كل المراسي‏


مبحرة‏


ألا تشعرون؟‏


بالفعل رفعت المراسي لإقامة دولة مؤسسات تقيم للمواطن وزنا وتعطى للحرية والكرامة والعدل والمساواة مكانة لكنها انتهت بالفشل ورفعت مشاريع إصلاحية جادة لكنها اصطدمت بصخرة الواقع البدوي العصي على المدنية والنظام شاء من شاء وأبي من أبى .


نحن اليوم عاجزون عن سد فراغ تركه رحيل قسري لرجل دخل حياتنا فى صمت وخرجها فى صمت بعد أن بحت الحناجر التى كانت تناديه بالخروج من قصره ويبدو أنها هي الأخري دخلت معه فى صمت أبدي مكتفية بالإشارة لعلها تكون أنجع سلاح من العبارة.


أما كفى تلاعبا واستهزاء بالوطن والمواطن شهر كامل من التعتيم والمغالطات والتواطؤ فى حجب الحقيقة والتستر وراء الزمن ، صارحوا المواطن واكشفوا له الحقيقة إن كنتم حقا عنه تنوبون وعن حقوقه تنافحون و لأصواته تتدافعون.


ألم يحن الوقت أن تعود المعارضة للشارع ولاعتصاماته المفتوحة لفرض احترام الدستور وحق المواطن العادى فى الحقيقة التى أراد رئيس الفقراء أن تكون حكرا على مجموعة من أصفيائه مهاتفة أو مكاشفة أو مخاتلة …؟ وهو الذى اختاره لخطابه الشعبي الذى اخترق اذهان العامة بسهولة وضمد جراحا غائرة فيهم سببها عدم اطلاعهم على حقيقة ما يجري من فساد وأسرار أهل الفساد حسب تعبير رئيس الفقراء والفقراء طبعا هم المحرمون الآن من سماع صوت رئيسهم ومعرفة حقيقة ما جرى له وما ينتابه .


أسئلة يرددها المواطن بالعشي والإبكار فى كوخه الخشبي وفى طريقه إلى السوق داخل التاكسي أو الباص أو سيارته الخصوصية دون إجابة مقنعة عدى تلك المهاتفات المريبة التى ما تفتؤ ترن بها هواتف الزعامات السياسية وبعض الشخصيات الدينية التى نرى أن مسؤليتها التبليغية تفرض عليها أن تثبت للرأي العام ما خفي عليه من أمر المكالمة على الأقل تبثها بصوت صاحبها حتى يتبين الحق من الباطل وهم أدرى بحكم نقل الشهادة مع أننى لا أطعن فى تبريزهم ولا أظن أن المهاتف أراد تحميلهم رسالة بمهاتفته فأفعال العقلاء مصونة عن العبث والشيخ أدرى وقد يكون عدم تعليقه على ما نقل عنه من تهاتف مع الرئيس المغيب سكوت فى معرض البيان عملا بالقاعدة الفقهية ” السكوت فى معرض الحاجة بيان” أيا كان نوع البيان .


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment