Thursday 22 November 2012

افتتاحية أسبوعية “بلادي”| ‫#موريتانيا أخبار



بعد خمسة أسابيع من رفعه إلى فرنسا، ظهر محمد ولد عبد العزيز مع الرئيس الفرنسي الذي خصه بلقاء في قصر الإيليزيه. حتى وإن لم يتوقع أحد هذا الظهور الذي بدا وكأنه معجزة بالنسبة للمراقبين، فقد بدا الرجل متعبا؛ بل متعبا جدا. لقد فقد وزنه كثيرا وبالكاد تمكن من الكلام، وهو الذي كان ينضح بالكثير من الاندفاع والشباب مستهزئا بخصومه “العجزة الثوريين”.


إن الهدف المنشود من هذا اللقاء لا يبدو أنه التباحث مع الرئيس الفرنسي حول الأزمة في مالي، وإنما إرسال رسالة إلى الرأي العام الموريتاني عشية الاحتفال بأحداث هامة: الذكرى السنوية لإنشاء الجيش الوطني (25 نوفمبر) والاستقلال الوطني (28 نوفمبر).


وليس من قبيل الصدفة أن تأتي الخرجة الرئاسية قبل يوم واحد من المسيرة التي تعتزم منسقية المعارضة الديمقراطية تنظيمها يوم الأربعاء للتنديد بالفراغ في السلطة وفرض اتخاذ التدابير اللازمة: “اتفاق بين الأطراف السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية مكلفة بإدارة المرحلة الانتقالية إلى غاية قيام مؤسسات ديمقراطية ذات مصداقية”… خصوصا أن الرئيس أعلن عن عودته للبلاد في نهاية هذا الأسبوع (السبت المقبل). فهل نجح في إحداث تغيير في اللعبة لصالحه؟ من السابق لأوانه الحديث عن ذلك؛ حيث يجب انتظار عودته ورصد تطور حالته الصحية، بطبيعة الحال، لمعرفة ما إذا كان، بالفعل، تجاوز معاناته الصحية، أم أنه عائد فقط لخلط الأوراق وكسب المزيد من الوقت؟ يبدو هذا متوقعا بشكل كبير؛ حيث لا يبدو أن الرئيس عزيز قد تعافى بشكل كامل، وربما لا يبقى في البلاد سوى لبضعة أيام ليعود أدراجه لمواصلة العلاج في الخارج.


وإذا ما تأكد هذا التوقع فستعود البلاد إلى حالة عدم اليقين، وسترتفع أصوات المعارضة أكثر وتكون مطالباتها أكثر مصداقية. أما إذا حصل العكس وبقي الرئيس في البلاد لأداء مهامه، فيوجد خطر العودة إلى المربع الأول: الأزمة السياسية. إلا إذا كانت المحنة قد أحدثت فيه تغييرا بما يكفي لجعله يفسح مجالا لغيره.


ترجمة: نور أنفو


المصدر




Filed under: موريتانيا, أقلام التغيير, أخبار Tagged: موريتانيا, أقلام التغيير

No comments:

Post a Comment