Monday 19 November 2012

أحداث الأسبوع الجاري وإعادة تشكل الخارطة السياسية | ‫#موريتانيا أخبار


الاثنين 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012










يبدو الاسبوع الجاري، منذ يومه الأول، حافلا بالأحداث التي يرى المراقبون أن لها ما بعدها، خاصة في ما يمكن أن يعتبر إرهاصات لإعادة تشكل الخارطة السياسية على أسس ما بعد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز. اليوم شهد اجتماعا تاريخيا بين وفدين يمثلان قطبي المعارضة ، منسقية أحزاب المعارضة الديمقراطية والمعاهدة من اجل التناوب السلمي على السلطة، وهو اللقاء الذي انتهى بإجماع الطرفين على ضرورة مواصلة الحوار والتشاور حول الوضع السياسي الحالي؛ كما أكد الرئيس الدوري للمعاهدة عبد السلام ولد حرمه في تصريح صحفي بعيد اللقاء. اللقاء بين القطبين مؤشر واضح على أن المعارضة المحاورة للنظام بدأت تدير ظهرها للأغلبية التي اتهمها حزب التحالف بتجاهل مبادرة مسعود، ومحاولة القفز على الواقع الذي تعيشه البلاد جراء غياب رئيس الجمهورية في رحلة استشفاء لم يعرف بعد موعد عودته منها.


وبموازاة مع ذلك اجتمع الوزير الأول مولاي ولد محمد الاغظف بالقادة الأمنيين بمن فيهم اللواء الركن محمد ولد الغزواني، قائد الأركان الوطنية، وحسب ما اعلن فان الاجتماع ناقش سبل التعامل مع اعتصام المعارضة المقرر بعد يومين في العاصمة نواكشوط، إلا أن بعض المتتبعين يرى في حضور قادة أمنيين كبارا للاجتماع هدفا أكبر من مجرد نقاش تظاهرة أحزاب يتم التعامل معها عادة في اجتماع أمني مصغر يرأسه الوالي ويضم قادة بعض الوحدات.


ويرجح أصحاب هذا الطرح أن يكون الاجتماع قد تناول تداعيات الحرب المحتملة في شمال مالي على موريتانيا، دون أن يستبعد هؤلاء إمكانية إدراج كيفية تخليد عيدي الجيش والاستقلال، نهاية الشهر الجاري، على طاولة الاجتماع.


لكن الحدث الأكبر الذي يمكن أن يميز الأسبوع الجاري هو مهرجان واعتصام منسقية المعارضة المنظمين مساء الأربعاء المقبل، حيث سيكون الاعتصام اختبارا حقيقيا وجديا للمنسقية بعد فشل مهرجانها الأخير في استقطاب ساكنة نواكشوط، وكذلك للسلطة الحاكمة في ظل غياب الرئيس من خلال تعاملها مع اعتصام لا يمكن فضه بالقوة في ظروف حرجة كالتي تمر بها البلاد الآن، وإذا لم يتم فضه يخشى أن يكبر مع مرور الوقت، ككرة الثلج المتدحرجة، مما قد يولد ميدانا شبيها بميدان التحرير في مصر، لا شك أنه سيضغط باتجاه نقل السلطة إلى المدنيين، بل ومنع أي دور مستقبلي للعسكري في إدارة شؤون البلاد، وهو ما لن يقبله العسكريون بسهولة.


غير أن الأسبوع المقبل سيكون الأكثر إثارة، خاصة إذا ما غاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن تخليد عيد الجيش وعيد الاستقلال، وخلف الحزب الحاكم لأحدث وعد بعودة الرئيس إلى نواكشوط، وحينها فلا مناص من إعلان شغور المنصب الرئاسي بدافع تأخر الرئيس وبضغط من الشارع الذي ينتظر أن يكون ملتهبا بعد مضي أسبوع على استمرار اعتصام المعارضة أو فضه.. وهما أمران أحلاهما مر في أفواه الراغبين باستمرار تذوق طعم السلطة.


السفير


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment