Monday 19 November 2012

غزة بين الحصار والنار | ‫#موريتانيا أخبار

تحت الحصار

تعيش عزةُ

من زمانٍ

مغلقهْ

سجنا كبيرا

مظلما

لاخبزَ إلا العزَّ

لا حلوى سوى التقوى

فغزةُ وحدها

ظلت تقاوم

مُرهقهْ

ترنو إلى الإخوان

والأعداء

غيرَ مُفرِّقهْ

فالأهل كالسِّندان

-في هذا الحصار-

وهؤلاء المعتدون

المِطرقهْ

واليوم

تحت النار

-ياللعار-

غزةُ مُحرَقهْ

والكل

تقتحم المجازرُ

بيتَه

بل نفْسَه

بِدَعُ الدّمار مُوثقهْ

دعْ ما سمعتَ به

فمن قد أُحْرِقوا

-في زعمهمْ-

هاهمْ بغزةَ

يُشعلون المَحرَقهْ

في كل دارٍ

ألفُ نارٍ

غزةٌ

قد أصبحت

فُرْنا كبيرا

-رغم شح الغاز-

يُشْوى فيه

شعبٌ كاملٌ

هذا هو النازي

وإلاّ فالبصائرُ

مطبَقهْ

كيف العيونُ

تطيقُ

رُؤيةَ ذلك البطشِ

الرهيبِ

مُحدِّقهْ؟

ها غزةٌ

جرحٌ.. كبير..ٌنازفٌ

صَبَغَ الوجودَ.. بِلونه

كلُّ المَشاهدِ

مِن دِما

أبناءِ غزةَ

مُغرَقهْ

أشلاؤهمْ

ملء الدماء

مُمَزَّقهْ

وبيوتُهمْ

-بالسَّاكنيها-

كَومةٌ

أنقاضُها

مسحوقةٌ

ومُحرَّقهْ

ها غزةٌ

قبرٌ كبيرٌ..

فاض فيه الموتُ عن:

مُسْتودعاتِ المَيِّتينَ..

عن النعوشِ.. قوافلاً..

حتّى المدافنُ

عنه صارت ضيقهْ

كيف المسامعُ؟

-آهِ- لا تَسْتَكُّ

من هول المَناحةِ

والمآتمُ مُطلَقهْ؟

كيف القلوبُ

تقاوم الصدماتِ..

كالإسفنجِ..

أو كالصَّخرِ..

تمتصُّ الفجائعَ..

-آهِ- ليست مشفِقهْ؟

(ما كنت أدري

قبل “غزةَ”

ما البُكا)

-رغم المآسي كلِّها-

حتى رأيتُ النارَ

لم تتْرك بها:

بشرا

ولا شجرا

ولا حجرا

ولا بيتا

- ولولله -

إلا ذلك الجيشُ الجبان

قد احرقهْ

“يا نارُ كوني” جنةً..

في غزةَ الشماء..

معجزةِ الصمودِ..

وشوكةِ الحلْقٍ التي

ظلَّتْ دواما

لليهود مُؤرِّقهْ

ناموا

على كابوس غزةَ..

واحلموا أن تختفي

في البحر..

لكنْ في الصباح

ستُدْركونَ بأنَّها

أضغاثُ أحلامٍ..

فهذا البحر

- ليس كمثلكم -

جارٌ لغزةَ..

ليس ينقُضث مَوْثِقهْ

أولستمُ

بالْقاتلين الأنبياءَ..

ومَن لكمْ سفكُ الدماءِ

عقيدةٌ..

وهوايةٌ مُتَعَشَّقهْ؟

لاتبصرون ذواتكمْ

-ساديةً-

إلاَّ بمرآةٍ من الدمِ

مُهْرَقهْ؟

لاتستريح نفوسُكمْ

إلا إذا شربتْ

دمَ الأطفالِ..

كأسا كالنبيذِ

مُعَتَّقهْ؟

هذا الدمارُ:

وقودُ حمْلةِ الانتخابِ..

لدى صهائنة الخرابِ..

على بساطٍ ..من دمٍ

يتسابقون..

لحكم هذي المنطقهْ

والحاكمونا

في الكراسي..

في العروش..

يرون غزةَ

بين هاتيك

المآسي والنعوش..

تواطؤاً

يستمرئون مصيرَها..

حتى يلاقوا المِشْنقهْ

فاقذفْ حذاءَكَ

في وجوه

الحاكمينا بالغَلَبْ

العاجزين

عن التجمُّع والخُطبْ

واصرخْ بهمْ:

غضبٌ غضبْ

شافيزُ.. اردوغانُ

أولى منكمُ

ببني العربْ

ياقائدينا

للبلايا المحدِقهْ

صبرًا أخي في غزةٍ

فَلَـ (ظُلْمُ ذي القُرْبى

أشدُّ مضاضةً)

لكنما..

(لا تبك عينك

إنما)..

نصرٌ لغزةَ قادمٌ..

أوجنةٌ للصامدين

مُحقَّقهْ

هوِّنْ عليك

-إذا استطاع القلب-

صورة:

غزةَ السجنِ الكبير..

وغزةَ الفُرن الكبير..

وغزةَ الجرح الكبير..

وغزةَ القبر الكبير..

بغزةَ العرس الكبير

فأهلُها أحياءُ..

مَهْما قُتِّلوا..

والقاتلوهمْ ميِّتونَ..

ولو بقوْا أحياءَ..

فالتاريخُ:

يضبطُ مَنطقهْ

إني رأيت بغزةٍ

أطفالَها الموتى

ملائكة..

بأوجههمْ بقايا بسمةٍ..

وعيونهمْ أحلامها

-رغم التمزُّق-

مُشرقهْ

آباؤهمْ

صنعوا الملاحمَ

بالفدا..

مستبسلين لدى الوغى

كلٌّ يقاوم فيلقهْ

خُذْ واحدًا منهمْ..

ودعْ عشرين جيشا

ضِدَّ أهليها

تخوض حروبَها..

وعلى العِدى

لم ترمِ يوما بُندقهْ

يا زارعَ الشرق الكبير

حرائقاً..

ذاك المقاومُ..

لا يساومُ..

في كرامة شعبه..

إني أقبِّلُ رأسَه..

وأودُّ لو يَرضَى

بقلبِي خنْدَقهْ

قتِّلْ..وحرِّقْ

ما بدا لك..

سوف يبقى إصبُعٌ..

يمتدُّ بالتوحيدِ..

كالصَّاروخِ..

مرهوبَ المدى

لن تحرقهْ

لن تحرقهْ

لن تحرقهْ


الشاعر الموريتاني

أدي ولد آدب




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment