Saturday 17 November 2012

لو كانت لدينا طبقة سياسية حقيقية! | ‫#موريتانيا أخبار


السبت 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









بقلم: امبارك ولد بيروك، إعلامي وكاتب موريتاني

من ذا الذي سوف يدعونا -إذن- إلى وليمة الاعتدال؟ لقد رفع اتباع الشهوات والمخاوف، من نسبة الأدرينالين لدى البعض والبعض الآخر. إنهم لم يعودوا يرون سوى فجوة العرش ولا يحسون إلا بألم المواقف الهشة أو المعارك اللازم خوضها لانتزاع بعض المقاعد. وهم لا يعرفون الاستدلال.


لقد كنت قلتها سابقا: إن طبقتنا السياسية مريضة. واليوم أكررها: إن طبقتنا السياسية مريضة. ولكن هل لدينا -فعلا- طبقة سياسية حقيقية؟ فنحن نرى سياسيينا يُرعدون في القبائل ويئنون في الصحف ويقسمون في الاجتماعات السياسية على حسن نيتهم، ولكن كل طموحاتهم وآمالهم للبلد لا تكفي لملء راحة يد واحدة. إنهم يفتقدون رؤية للمستقبل ولا يحملون أي مشروع للثقافة، ولا آخر للتهذيب، للاقتصاد، للتشغيل… ودعونا لا نتحدث عن الزراعة ولا عن الصيد البحري. إنهم لا يملكون أي مشاريع. وطموحهم الوحيد هو دعمهم الأعمى لمن يحكم البلد -بالنسبة لمعظمهم- ومعارضتهم العمياء لنظام لا يشركهم في شيء بالنسبة للطموحين الحقيقيين. أنا لا أقصد الرجال “الأنقياء” (يوجد بعض هؤلاء) الذين تم افتقادهم وسط الوحل.


تكفي رؤية “سياسيينا” تحت الصدمة لقياس مدى قزمية رؤيتهم للأشياء. فبعضهم يقسم إن رئيس الدولة سوف يعود غدا وإنه يمارس الرياضة كل صباح، بينما يقول البعض الآخر إنه توفي وفي نفس الوقت يدعو إلى إعلان شغور للمنصب. وكأن مرض إنسان ما، حتى ولو كان رئيس دولة، هو موضوع سياسي. وكأنه لم يكن مناسبا أكثر أن يتمنوا له الشفاء العاجل وينتظروا إلى أن يجد جديد. إن المشاعر الطيبة التي أُعلن عنها في البداية لم تدم طويلا. حتى أن بعض الخدام الذين كانوا من أكثر المتحمسين لولد عبد العزيز المعافَى، بدؤوا يقلبون ظهر المجن لولد عبد العزيز المريض.


صحيح أنه لو كانت لدينا طبقة سياسية حقيقية ومجتمع مدني نشط، لما كنا حيث نحن الآن. إذ أنه لن يكون واردا أي شغور للمنصب، بحكم أن المؤسسات ستكون تعمل ذاتيا. وَلَكَانَ من المستحيل على الجيش الاستيلاء على الحكم، بسبب أن الانقلابات ستكون غير مقبولة في نظر الجسم الاجتماعي والسياسي. ولَكانت العدالة تعمل على نحو أفضل، وتم الزج بالمرتشين الكبار بالقطاع في السجن. ولأُرغم الحكام على جعل المدرسة أولوية الأولويات، وفرض المساواة بين الجميع أمام الخدمة العمومية.


ولكن جميع أحزابنا السياسية، أو تقريبا، جعلت، في مرحلة ما، من الزمالة مع الجيش عنصرا أساسيا في عملها. كلها انتظرت، يوما ما، تدخل جندي-منقذ ليخلصها ويؤويها تحت ظله. فكيف، في ظل هذه الظروف، يحدونا أي أمل؟ كيف يمكننا أن نتوقع ظهور ديمقراطية حقيقية؟


ترجمة: نور أنفو


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment