Friday 9 November 2012

مركز القلب..تطوير مستمر لآليات البحث والتكوين | ‫#موريتانيا أخبار


الجمعة 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012


شهد المركز الوطني لأمراض القلب بنواكشوط، منذ تأسيسه قبل حوالي ثلاث سنوات، قفزات نوعية كبرى على مستوى الخدمات التي يقدمها، والقيام بالدور المنوط به، والمتمثل في رعاية وعلاج مرضى القلب والشرايين، والتكفل بهم محليا، والحد من توجيههم نحو دول أخرى بحثا عن العلاج.


وقد بدأ المركز- عند تأسيسه – بترميم بناية “مستشفى الصباح للأمراض الصدرية” سابقا، و المعروف شعبيا ب”طب صباح”، والتي اعتمدتها السلطات كمقر مركزي للمستشفى الجديد، وشملت أعمال الترميم تجديد المقر بكافة غرفه وملحقاته، مع استحداث غرف وأجنحة ومصالح جديدة، من أبرزها قسم الحالات المستعجلة، والإنعاش، والحجز الطبي بجناحيه الذي خصص أحدهما للنساء والآخر للرجال، وأقسام للاستشارات الخارجية، والفحوص المتخصصة، وقسم أمراض القلب لدى الأطفال(قيد التطوير)، وقسم للاستقبال والتوجيه،ومكاتب للصناديق، ومصلحة للشؤون الاجتماعية ،بالإضافة لأقسام المختبر والصيدلية، والأشعة، والملحق الإداري(يضم المكاتب الإدارية والسكرتاريا المركزية ومصالح المعلوماتية والصيانة واللوازم والتسيير والمحاسبة) وقاعات للمداومة، ومطعم، وقاعة اجتماعات مجهزة لاحتضان الندوات و المحاضرات والعروض العلمية المتخصصة.


وقد عملت إدارة المركز – ومن البداية – على وضع آلية واضحة ومحددة للتكفل بالمرضى، ومراعاة وضعياتهم الخاصة صحيا واجتماعيا، خاصة وأن دراسة ميدانية أجريت في المركز، أثبتت أن النسبة الكبرى من مراجعيه هي من المرضى الفقراء(لا يتوفرون على مصدر للضمان الصحي ولا حتى التكفل الاجتماعي)، الذين لابد من التكفل بحالاتهم، حتى وإن شكلت عبئا ماديا على المركز بسبب غلاء أسعار بعض الأدوية المتخصصة، وتكاليف الفحوص، والحجز الطبي، وهو ما جعل المركز ينطلق من مقاربة صحية اجتماعية، بالتعاون مع شركائه في الداخل والخارج، وقد مكنت هذه المقاربة التي تعطى الأولوية للمرضى الأكثر فقرا واحتياجا، من التكفل بحالات عديدة عبر بعثات طبية انتدبها المركز في إطار علاقاته الطيبة مع جهات عديدة عبر العالم، وهيئات طبية نظيرة في كل من تونس، والمغرب، والإمارات، وقطر، وإسبانيا،وفرنسا، وإيطاليا، والبرازيل، وغيرها من دول العالم، واستفاد عشرات المرضى- ضمن نشاطات تلك البعثات الطبية- من استشارات وفحوص متخصصة، وعمليات قلب مفتوح، وقسطرة، وصمامات…


وكان لتلك البعثات نشاط آخر تمثل في تكوين الطاقم الوطني لمركز أمراض القلب، ومساعدته في مجالات الأدوية، والتجهيزات الطبية المتنوعة.


ومع كل تلك الجهود فإن القفزة الأبرز للمركز كانت على مستوى التأطير والبحث العلمي، حيث يتوفر المركز حاليا على نخبة من الأطباء الذين يتابعون دراستهم محليا في كلية الطب، للتخصص في أمراض القلب والشرايين باعتبارهم أول دفعة وطنية التكوين والـتأطير فى مجال أمراض القلب، وهم الآن “مقيمون” بالمركز( تحت التدريب) وخلال المؤتمر الأخير للهيئة الموريتانية لأمراض القلب، والذي احتضنته العاصمة قبل حوالي شهر، فوجئ ضيوف البلاد من أساتذة وأطباء القلب من تونس والسنغال والمغرب والجزائر بالمستوى العلمي الرفيع لأطباء القلب المتدربين في المركز الوطني لأمراض القلب، حيث قدموا عروضا علمية وبحثية ميدانية نالت إعجاب المشاركين، لدرجة أن رئيس البعثة التونسية أثنى على مستوى البحوث وعمقها، وعبر عن استعداده لاستضافة المتدربين لتوسيع خبراتهم وتبادل المعلومات الطبية مع زملائهم في تونس الشقيقة.


وفى انتظار اكتمال أشغال بناء وتجهيز المقر الجديد للمركز الوطني لأمراض القلب، الذي تكفل البنك الإسلامي للتنمية بتمويله وتجهيزه، وتمت مباشرة العمل فيه، فإن العمل لم يتوقف لحظة واحدة في المقر الحالي، الذي تتبع له وحدة جراحة وحجز متطورة بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة، من أجل تطوير خدمات المركز وتحسين أداء طواقمه الطبية والإدارية (يتوفر المركز على عشرات الأخصائيين، والأطباء العامين، والأطباء”المقيمين”، والفنيين في مختلف التخصصات الصحية، والممرضين، والإداريين، وعمال الدعم) والتي تستفيد في الأثناء – وعلى شكل دفعات- من دورات تكوين مكثفة، لمدة تتراوح بين شهرين، وستة أشهر في المملكة المغربية الشقيقة، فيما ستستقبل دول أخرى شقيقة وصديقة دفعات أخرى من طواقم المركز، ضمن خطة شاملة للتكوين المستمر، وهو ما من شأنه رفع جاهزية المركز، وأهليته للقيتم بالدور الطبي الرائد الذي أسندته له السلطات العليا، بما يعود بالنفع على البلاد ومواطنيها، وبنيتها الطبية المتخصصة.


خلية الإعلام والاتصال / المركز الوطني لأمراض القلب – نواكشوط


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment