Tuesday 6 November 2012

الأسد الجريح | ‫#موريتانيا أخبار


الثلاثاء 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









بقلم: محمد الأمين ولد محمد المهدي ولد العويسي

لا يجوز في حق الرئيس محمد ولد عبد العزيز المرض,ولا يجوز في حقه أن يقع ضحية حوادث عفوية, ولا أن تطلق عليه رصاصات صديقة, ولا أن يعفو علي من أطلق عليه النار, ولا يجوز في حقه السفر إلي فرنسا للعلاج بل ربما هنا في موريتانيا أو في دولة عربية أو إسلامية,و لا حتى أن يقضي فترة نقاهة…ولا…ولا… وكلا وألف لا… ولا يجوز له حتى أن يكون رئيسا للجمهورية.


بل بالأحرى كان يجدر به أن يكون ميكانيكيا لأنه ينتمي إلى تلك القبيلة أللتي يقول البعض إنها متخصصة في ميكانيكا السيارات و قطع غيارها المستعملة المستوردة من الخارج.


فعلا تلك القبيلة بدا رجالها ونساؤها وشبابها الضائع في العهد البائد العمل في هذا المجال لأنه كان هو الملاذ الوحيد لديهم أن ذاك والوسيلة الأمثل لكسب قوتهم اليومي,و إضافة إلى ذالك لم يكونوا يفقهون لغة التصفيق ’التصفاك’ و التجسس ’التلحاج’ تلك اللغة الأكثر تداولا حينها و كانت من أنجع الوسائل وأسرعها مفعولا ليس فقط لاكتساب القوت اليومي بل و ذتتعدى ذالك إلى الغناء الفاحش القذر والجهنمي.


تلك اللغة التي تبحر فيها البعض وتفنن حتى أصبحوا يصفقون ليس بسواعدهم فحسب بل وأرجلهم و من خلاف أيضا.حتى أنهم أصبحوا يستمعون بكل تقدير واحترام إلى أغاني ’الكتاب’ الأسود المشؤوم الذي لا يضر ولا ينفع و يصفقون لها لان المعادلة كانت بسيطة ومن الدرجة الأولى : صفق تسلم.


بينما كان أبناء عمومة عزيز يلطخون سواعدهم بالزيوت والحديد المستعمل الصدئ عله يدر عليهم بالنفع.


ربما كان يجدر بعزيز المتاجرة بالشاي الأخضر الصيني او الزرابي كما كان يفعل أجداده من قبل,لأنه اليوم يعتبر حالة شاذة لا يمكن استيعابها.


زعيم المعارضة ’الأبدي’ احمد ولد داداه الذي لم يكتمل مناسكه بعد,تلك المناسك التي رسمها وخطاها عفويا ابن عمه الرئيس الأول والسابق المرحوم و المغفور له المختار ولد داداه,تلك المناسك التي تقود إلى سدة الحكم, فقد كاد ان يتمها احمد جميعا فلم يبق سوى الجلوس على كرسي الرئاسة المشؤوم, يقف احمد اليوم و في هذه الظروف الصعبة هو و إخوته الجدد في ’النضال’ ـو لا أقول في المحبةـ أمام مواطنانا الأبرياء,الضعفاء اللذين جاءوا من كل فج عميق,وكأنهم انسوا نارا في ظلمات البر و البحر لعلهم يأتون منها بقبس او يجدوا عند النار هدى او ربما بعض القوت ليطعموا به أبناءهم,فلم يعد هنالك هدى بعد الذي جاء به خاتم النبيين ـ عليه الصلاة و السلام ـ فيجدوا احمد و رفاقه الجدد يغنون لهم أغنية الديمقراطية و الحرية و الرحيل,تلك الأغنية المشهورة في يومنا هذا والتي سمعوها عبر الفضائيات و الفيس بوك,و يريدون ان يلقنوها و يحفظوها لمواطنينا الأبرياء الذين لم تعد عندهم من الطاقة الكافية للحفظ ولا الغناء بسبب كدهم و تحصيل قوتهم اليومي. ربما قد يفيدهم سماع تلك الأغاني في التخفيف عليهم من همومهم و آلامهم,فالأغاني تفعل ذالك أحيانا.


فلم لا ؟ أليس من حق احمد ورفاقه الجدد التعبير عن آراءهم ؟ أليست موريتانيا ديمقراطية ؟ أليست هناك حريات عامة ؟


بلا,لأنهم اليوم يستطيعون أن يعبروا جهرا أمام المواطنين من دون خوف أو عواقب وخيمة تعود عليهم وعلى عشيرتهم كالسجن أو الحصار الاقتصادي والاجتماعي,كما كان سائدا من قبل.


إذا توجد ديمقراطية,و توجد حريات عامة,فما الداعي إذا إلى تلك الأغاني يا ترى ؟ قد يكون ذالك لتحصيل الحاصل او بسب الفراغ النفسي الذي يعاني منه احمد و رفاقه الجدد.


مهلا,فماذا عن الرحيل إذا ؟ الرحيل هو متمم المناسك هو الشيء الذي ينقص, رحيل عزيز لا بد منه لأنه من قبيلة الميكانيكيين و لا يجدر به أن تطبق الديمقراطية ولا الحرية على يده ولا أن يدخل التاريخ الموريتاني من بابه الواسع.كما انه لا يحق له أن يكون رئيسا أصلا,فالرئيس يجب أن يكون كاملا : لا يمرض ولا يصفح ولا ينام ولا يخطئ ولا يقع في حوادث عفوية,و أن يفعل ما تأمره به ألمعارضه,و ألا يعص لها امرأ,هكذا يكون الرئيس المثالي.حتى يخرج من سدة الحكم,فعند إذ فليفعل ما يحلو له,أبا من أبا وكره من كره.


فلم يعد هناك من يكترث لأمره,لا الطماعون فيه و لا الطامعون في الملك.فقد خرج من المحذور,من المنطقة الحمراء,من تحت الأضواء,من المنافسة الشرسة او من الغابة.


هذه قوانين الغابة : الأسد, عندما يجرح او يمرض, تخرج الذئاب من أوكارها للنيل منه ,وتأتي الأسود الضالة التائهة التي كانت تنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر,و تترصد له و تمكر, تأتي للتخلص من الأسد وزمرته :التخلص منه ومن أشباله ,و سبي ضباعه التي كانت التي كانت تصطاد له و تنجب.


و هذا و مع الأسف الشديد هو حال احمد و رفاقه الجدد,الذين نسوا او تناسوا القيم الأخلاقية السمحاء و رموا بها في سلة القمامة,لان العواطف و الجانب الحيواني هنا تغلبوا على العقل, فابرزوا أنيابهم لينالوا من الأسد الجريح ويستبقوا الأحداث خوفا من ان جرحه يلئئم و يتعافى و يصبح في أشده من جديد,و حينها تكون فرصة العمر قد افلت كالنجم الآفل.


و هنا,وفي هذه الظروف العصيبة, و قبل معرفة مصير رئيس الجمهورية, و انتهازا لارتباك مسؤولي الإعلام و تناقض أقوالهم, ظهرت مواهب احمد و رفاقه الجدد, فأصبحوا زيادة على الغناء يخترعون القوانين, ويصنفون الوضعية الحالية كفراغ سياسي تارة,و فراغ قانوني تارة,وفراغ دستوري تارة أخرى و كل هذا لان الرئيس مريض.و يحاولون إقناع الرأي العام بان البلاد تمر بأزمة,و حكومة انتقالية, حتى انهم صاروا يتقربون من الجيش حتى لا يسبقهم الى الملك ويحاولون إقناعه ان لا مجال للانقلابات اليوم : ’و مكروا ومكر الله و الله خير الماكرين’.


فراغ قانوني, سياسي, دستوري, اجتماعي تلك أسماء سميتموها انتم و آباؤكم, ما انزل الله بها من سلطان.


الصبر, الصبر, و التأني, التأني, فالرئيس عندما يكون عاجزا عن أداء مهامه سيستقيل لا محالة, صحة الإنسان اثمن من كل شيء, فلم التسرع ؟


بقلم محمد الأمين ولد محمد المهدي ولد العويسي


E-mail : olemine@hotmail.com


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment