Tuesday 6 November 2012

الحمد لله على شفاء الرئيس ..وعلى نجاح الديمقراطية | ‫#موريتانيا أخبار


الثلاثاء 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









بقلم الأستاذ/ بوننا سيدي أعثيمين

يبدو أننا من الناحية الديمقراطية أصبحنا عمليا و نفسيا و إعلاميا نصنف من وجهة نظر المعارضة والأغلبية على حد سواء في دائرة الدول العريقة فيها عملا وفهما ولذلك فكل تفاصيلها أصبحت أولوية على رأس مطالب الطبقة السياسية من رؤساء أحزاب ونقابات: فهذا رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولدداداه على سبيل المثال يطالب بحق الشعب في معرفة الحالة الصحية لرئيس الجمهورية،


وهذا نقيب الهيأة الوطنية للمحامين أحمد سالم ولد بحبين يطالب بنفس الشيء على أساس أن لا فرق بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوبما ورئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز(يقول السيد النقيب:”فنشر تقارير عن صحة الرئيس أمر ضروري ويكون إلزاميا في حالة مرضه لقد كان الرئيس باراك أوباما يحرص على نشر معدل الكلسترول) بل ذهب إلى أبعد من ذلك وطالب بأن تضع مؤسسة الرئاسة عندنا موضع التنفيذ مجرد اقتراح فقهاء في القانون الدستوري الفرنسي الذي يلزم “بأن يتم خضوع رئيس الجمهورية لفحوصات طبية كل ستة أشهر….” .،


وهذا الإعلامي الكبير والكاتب الموريتاني امبارك ولد بيروك تستدعي ذاكرته الرئيسان الفرنسيان جورج بومبيدو وفرانسوا ميتران بإبلاغهما تقارير طبية فانتازية لمواطنيهما، في حين كانت الإصابة قد بلغت منهما كل مبلغ.


ومن الناحية العملية فإن كل الصحفيين الموريتانيين وغيرهم ممن تناولوا موضوع صحة رئيس الجمهورية ينطبق عليهم ما قاله الكاتب الكبير فهمي اهويدي في مقال كتبه تحت عنوان:”فصل في كتاب الدهشة” الذي قال فيه:”يلاحظ الواحد منا أيضا أن الصحفيين الفرنسيين الذين تطرقوا للموضوع، (ويقصد بالموضوع صحة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي ) دخلوا فيه وخرجوا سالمين، لا أحد منهم اتهم بهتك أسرار الدولة أو «التلقيح» على الرئيس أو تمنى له الشر.


وللدهشة فإن البنك المركزي الفرنسي لم يشر إلى تأثير نشر هذا الكلام على أسعار البورصات والاستثمار الأجنبي


هذا كله فى كفة والخطاب الرسمي الذي تلقاه الرئيس وزوجته، يطالبهما بخفض نفقاتهما فى كفة أخرى، وتلك عجيبة أخرى أرشحها لأن تصنف فى بلادنا بحسبانها من علامات الساعة الصغرى حقا”.


فهل كان الكاتب الكبير فهمي اهودي يتوقع بدايات ظهور علامات الساعة الصغرى من موريتانيا ؟


مهما يكن، فإن أحدا لم يخطر له على بال ظهور علامات الساعة الكبرى في هذا البلد والتي من أبرزها معالجة ما اصطلح على تسميته بالمعارضة الناطحة عندنا لمرض الرئيس بتجرد ووطنية وديمقراطية بل ذهبت فيه مذهبا اعتادته في تصفية حساباتها مع كل من حكموا هذا البلد بدكتاتورية وديمقراطية على حد سواء دون أن تكون الديمقراطية مطلبا من مطالبها يوما من الأيام حتى أصبحت واقعا يستحيل تغييره بالبيان الأول الصادر عن القوات المسلحة وقوات الأمن الذي لو كانت تمت إذاعته لسمع العالم كله مكاء هذه المعارضة و تصديتها أي صفيرها وتصفيقها لهذا البيان.


ولهذا السبب فإن دعوة رئيس الجمهورية لتجديد الطبقة السياسية لم تكن من فراغ ولا عن نزوة عاطفية ولا تصفية حساب وإنما عن وعي منه بأن الطبقة القديمة لا يمكن أن تساير برنا مجه الديمقراطي نظرا لتكوين قادتها التاريخي في أحضان الأفكار والممارسات الانقلابية والدكتاتورية.


وعلى كل حال فإن ما يمكن أن نخرج به من خلاصات من الحادث الذي تعرض له الرئيس هو:


1. أن رئيس الجمهورية معتصم بالأساليب الديمقراطية في صحته وفي مرضه وأن ذلك يشكل قناعة راسخة عنده لا رجعة فيها تحت أي طائلة وإن كان هذا يغيظ ويربك قادة الثورة المضادة لثورته الديمقراطية فإنه مدعاة للفخر والارتياح والغبطة عند الشعب الموريتاني الذي عانى كثيرا من الأحكام التسلطية،


2. أن الحكمة والوطنية ورجاحة الرأي خلال هذا الامتحان العصيب لدمقراطيتنا الوليدة كانت من نصيب قائدين سياسيين هما مسعود ولد بلخير وبيدل ولد هميد بتمثيلهما جناح المعارضة الوطنية المستنيرة أحسن تمثيل،


3. أن قواتنا المسلحة وقوات أمننا أصبحت جمهورية لا يمكن لأي كان أن يعول على انقلابها على الدستور والشرعية مهما أوحى لها بمباركته ومساندته لأن ذلك بالنسبة لها دخل في خبر كان ولم تعد تؤمن بغير صناديق الاقتراع حلا لمشاكل الحكم،


3. أما إعلامنا فإني أحيل بشأنه إلى المقال الذي كتبه أخي عيسى ولد يسلم تحت عنوان:”حقائق وسط بحر من الشائعات” .


وفي الختام، فإننا نقول، بعد الحمد لله على شفاء رئيس الجمهورية، وعلى نجاح الديمقراطية في أول امتحان عصيب لها، إنه ليس أمام المعارضة الناطحة إلا التخلي عن مطلب الرحيل والعنف اللفظي إلى مطالب هي من صميم الديمقراطية وعلى وزنها مائة في المائة.


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment