Saturday 10 November 2012

حتى ينطق الصمت | ‫#موريتانيا أخبار


الأحد 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012









د. بتار ولد العربي ـ أستاذ بجامعة انواكشوط

تعتيم على أخبار صحة السيد الرئيس نتلمس للحكومة فيه أحسن المخارج, وكلام كثير تتجاذبه ألسنة الفاعلين السياسيين من موالاة ومعارضة, ومواطن بسيط تائه يبحث عن خبر دقيق يوقف يأسه ويفتح له أملا في تحقيق ما يتمناه.


حكايات لا ترقى إلى مستوى النخبة حتى تكون ملجأ تفكيرها, ولا تستحق أن تكون موضوع نقاشها لتفاهة أسلوبها وسخافة مضامينها. وفي خضم ذالك تظهر فجوة دستورية يخرج منها إشعاع يتلقاه القانونيون ليجعلوا من الحادثة سابقة تستحق وقوفا وتأملا يشفي قليل المواطن في مثل هذه الحالات عندما يتلاشى الضباب.


ومن خميس إلى خميس ترفع يدي الفقراء داعية الرب ومتمنية الشفاء والعودة الميمونة للسيد الرئيس حتى لا تقلق (حوانيت أمل) التي يتقوتون منها يوميا, ويتوقف منحهم القطع الأرضية كما توقف تدريسهم و)محو الأمية( عنهم مع رحيل الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع, فلكل حاكم طريقة في الحكم. مع أن الرئيس: مسعود ولد بلخير, والسيد : عثمان ولد الشيخ أبي المعالي بعثا في النفوس بشائر فرج تتهافت مسرعة لمعاينته.


لكن قد يتساءل البعض : ماذا أصابك يا وطني العزيز؟, وما قصتك مع السنتين ونيف؟ أكلما أنقضت هذه الفترة أصبت بنكبة أو بانتكاسة؟. مرة انقلاب, – أو كما قيل – ومرة انتخاب. وفي هذه المرة إطلاق النار على الرئيس. والغريب أنك لم تعد مثل ما كنت, أو لم يعد الشعب مثل ما كان قبل هذه الحادثة المؤلمة, فالمهتم بالشأن الموريتاني, والمتخصص فيما وراء قصصه وزوايا غمزه ولمزه لم يعد يفهم ما الذي يدور بخاطر بعض أفراد مجتمعه المعروف بالسلم والمسالمة, وبالرحمة والشهامة, بل بالتضامن والوحدة وقت المحن والشدة كالجسد الواحد يحس بالمرض والأحزان كما يتقاسم الصحة والأفراح.


وحقيقة الأمر أننا كنا إذا أصيب الواحد منا وقفنا وقفة رجل واحد, وتذكرنا بإيماننا أن لا أحد يضمن البقاء والصحة, وأننا جميعا معرضون لتغيرات الزمان وتقلباته. أما وقد أصيب الرئيس وأصبح في حاجة إلى هذا التضامن وتكاثف الجهود للحفاظ على مؤسسات الدولة قائمة, وإحساسه في نفس الوقت أن الوطن للجميع, إذا بنا نهتم بأمور تافهة, ونؤل تأويلات سطحية بدون دليل قاطع, ونصدق الشائعات أكثر من الرسميات. ولا يعني هذا الكلام مصادرة أي رأي أو تكذيب أية رواية, إنما المقصود التريث والتأمل فيما يروى, فقد كان السند والمسنود إليه وكذالك المتن محل شك وغربلة عند الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.


وقد صدق من قال: إننا نعيش حرية الرأي, لكن مهلا, مهلا حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود من فجر ما قيل ويقال وعندها قد ينطق الصمت, و إلي ذلك الحين فموريتانيا قبل كل شيئ, وعلى الرغم من كل شيئ.


أمانينا بالشفاء للسيد الرئيس.


عودة للصفحة الرئيسية




المصدر




Filed under: موريتانيا Tagged: موريتانيا

No comments:

Post a Comment